ملخص قصة سيدنا يوسف مع امرأة العزيز

سيدنا يوسف هو واحد من أول أنبياء بني إسرائيل، وهو ابن النبي يعقوب بن النبي إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وقد خصص الله -سبحانه وتعالى- سورة كاملة في القرآن الكريم مسماة باسم سيدنا يوسف، وفيها قصته كاملة بما فيها الحادثة مع امرأة العزيز.


ويمكن تلخيص قصة سيدنا يوسف مع امرأة العزيز، أنها شُغفت حبًا بسيدنا يوسف الذي تربى ببيتها، ولما بلغ أشده عرضت نفسها عليه، ولكنه -عليه السلام- استعصم وأبى أن يكون من الظالمين، وقد توعدته بالسجن إن لم ينصاع لطلبها، فدعا ربه أن يخلصه من كيد امرأة العزيز بعد أن قال إن السجن أحب إليه مما تدعوه إليه، ودخل السجن وكان له قصة أخرى في السجن متعلقة في تأويل الرؤى، وكانت سبباً في خروجه من السجن، ولكنه أبى -عليه السلام- أن يخرج قبل أن تظهر حقيقة كيد امرأة العزيز أمام ملك مصر، وقد أظهر الله تعالى براءة سيدنا يوسف بعد أن اعترفت امرأة العزيز أنها هي من راودته عن نفسه.[١]


تفصيل قصة سيدنا يوسف مع امرأة العزيز

إن ما صح في قصة سيدنا يوسف مع امرأة العزيز ما ورد في كتاب الله، وأن الآيات الكريمة يظهر لها معانٍ كثيرة بحسب فهم من يقرأها، ولذلك تحتمل بعض الأحداث في قصة سيدنا يوسف عدة تفسيرات بحسب علماء المفسرين، وفيما يلي سرد لقصة سيدنا يوسف من سورة يوسف بحسب فهم المفسرين والله أعلم:


بدأت قصة سيدنا يوسف مع امرأة العزيز، حين اشتراه عزيز مصر، وقال لزوجته أكرمي مثواه عسى أن ينتفعوا به كعبد أو خادم لهم، أو يتخذوه ولدًا وهنا دليل على حسن المعاملة التي تلقاها سيدنا يوسف في بيت العزيز، وتنتقل الآيات بعد ذلك لتنقل مشهد مراودة امرأة العزيز لسيدنا يوسف عن نفسه، وهذا يعني أنها تزينت وعرضت نفسها عليه، وكانت قد أغلق الأبواب لكي لا يراهم أحد، ولكن ما كان من يوسف -عليه السلام- إلا أن قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون.


وهنا أبى سيدنا يوسف أن يقدم على معصية خشية من ربه وشكرًا لنعمه، وكذلك أنه لا يريد أن يكون من الظالمين لأنفسهم في ارتكابهم المعاصي، وأن لا يظلم سيده بخيانته، وبعد ذلك لم تتمالك امرأة العزيز نفسها لما وقع في قلبها من حب ليوسف عليه السلام، لذا همت به، أي أرادت أن تجبره على المعصية، ويقول -سبحانه وتعالى- في الآية الكريمة (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف: آية 24]


واتفق هنا المفسرون على أن امرأة العزيز قد همت بيوسف عليه السلام، ولكن تفسير أنه همّ بها لولا أن رأى برهان ربه، فتحتمل معنيين، وهما إما أن رؤيته لبرهان ربه (الله أعلم ما هو) منعته من أن يهم بها، أو أنه همّ بها ليبعدها عنه، وكان على وشك أن يقتلها أو يؤذيها إلى أنه امتنع عند رؤية براهن ربه، والله أعلم.[٢]


بعد ذلك أسرع سيدنا يوسف، وسبق امرأة العزيز إلى الباب، فحاولت أن تمسك به من قميصه، فمزقته من الخلف، وما إن فتح الباب، وجد سيده أمامه عند الباب، وما كان من زوجة العزيز إلا أن قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يسجن أو عذاب أليم، حيث إنها اتهمت يوسف -عليه السلام- بأنه حاول أن يعتدي عليها، ولكن شاء الله أن يشهد من أهلها أي من بيتها أحدهم بشهادة حق، ويقال إنه طفل صغير أنطقه الله، والله أعلم، فقال الشاهد أنه إن كان قميصه مُزّق من الأمام، فإن الزوجة صادقة ويوسف كاذب، وإن كان القميص مُزّق من الخلف، فإن يوسف -عليه السلام- صادق والزوجة كاذبة.[٣]


فلما رأى عزيز مصر أن قميص يوسف الصديق قد مُزّق من الخلف، طلب منه أن يُعرض عن هذا الأمر ولا يذكره، وقال لزوجته إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم، وهذا كلام عزيز مصر هو من وصف كيد النساء بالعظيم. بعد هذه الحادثة لم تتعظ امرأة العزيز وما زاد غيظها أن النساء من حولها بدأن يتحدثن فيما بينهم عن شغفها بيوسف عليه السلام، وأنها قد ضلت بسببه، فأعدت لهن مكيدة، إذ دعتهن إلى مجلس، وأعطت لكل منهن سكينًا لتستخدمها في أمر لم تذكره الآيات الكريمة، وقالت لسيدنا يوسف أن يخرج أمامهن.


لما خرج يوسف -عليه السلام- أمام النسوة، جرحن أيدهن من ذهولهن لما رأينه، إذ يقول -سبحانه وتعالى- في الآية الكريمة (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) [يوسف: آية 31]، إذ أعطي يوسف -عليه السلام- شطر الجمال كما قال رسولنا الكريم في حديث المعراج (هنا نص الحديث)، وقد اعترفت زوجة العزيز أمام النسوة أنها راودته عن نفسه، وتوعدت به بالسجن إن لم يفعل ما تأمره به من معصية.


هنا دعا يوسف -عليه السلام- ربه أن يصرف عنه كيد امرأة العزيز وكيد النسوة، وأنه يفضل أن يدخل السجن على أن يفعل ما تطلبه منه زوجة العزيز، فاستجاب له ربه وصرف كيدهن عنه، ثم حدث ما توعدت به ودخل يوسف -عليه السلام- إلى السجن، وقد دخل معه فتيان طلبا منه أن يؤول لهم رؤاهم، فلما فسر أحلامهم وتحققت، قال لأحدهم ممن قد نجا من السجن أن يذكره عند الملك، ولكنه نسي، وقد لبث -عليه السلام- في السجن بضع سنين أي ما بين 3 إلى 9 سنين.


وذات يوم رأى ملك مصر رؤيا وطلب من حاشيته أن يفسروها، فقالوا له إنها أضغاث أحلام، هنا تذكر الفتى الذي كان مع سيدنا يوسف في السجن، وأخبر الملك عن يوسف، وأنه يفسر الأحلام والرؤى، فلما فسر يوسف رؤية الملك، طلب الملك أن يخرجوا يوسف من السجن، ولكن أبا يوسف -عليه السلام- أن يخرج بهذه الطريقة، إذ يريد أن تظهر الحقيقة، فقال لرسول الملك، ارجع إلى الملك، وأسأله عن خبر النسوة التي قطعت أيديهن، للإشارة إلى ما حدث مع يوسف عليه السلام.


فما كان من الملك، إلا أن دعا جميع النسوة، وخاطبهن وقال لهن، ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه، فما كان جوابهن إلا حاشا لله ما علمنا عليه من سوء، وهنا جاءت لحظة ظهور الحق، فاعترفت زوجة العزيز أنها راودته عن نفسه وأن ما يقوله -عليه السلام- الصدق، وهنا انتهت قصة يوسف -عليه السلام- مع امرأة العزيز بظهور عفة وصدق يوسف عليه السلام، ذلك والله أعلم بما تحمله الآيات الكريمة من معاني أخرى في سورة يوسف.


لمزيد من قصص الأنبياء والرسول، يمكن متابعة المقالات التالية:

قصة سيدنا موسى مع فرعون والسحرة

قصة سيدنا سليمان مع الخيل

قصة قوم سيدنا يونس


المراجع

  1. "يوسف وامرأة العزيز .. ودرس في العفة للشباب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2023. بتصرّف.
  2. "يوسف وامرأة العزيز"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2023. بتصرّف.
  3. "شاهد يوسف عليه السلام في قوله تعالى: (وشهد شاهد من أهلها)"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2023. بتصرّف.