النبي يوسف عليه السّلام

هو نبي الله يوسف ابن نبي الله يعقوب -عليهما السّلام-، من أنبياء بني إسرائيل، وكان له أحد عشر أخًا، واحدٌ منهم أخٌ شقيقٌ له من أمّه راحيل هو بنيامين، والبقيّة إخوةٌ من أبيه يعقوب، وكان يوسف أصغرهم سنًّا لكنّه أعظمهم عقلًا وخُلقًا، وأقربهم منزلةً لقلب يعقوب -عليه السّلام-، وثبت عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قوله في يوسف: (فأكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابنُ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ)،[١] وجاءت قصّة يوسف -عليه السّلام- مع إخوته وقصّته في بيت عزيز مصر ومجرياتٌ أخرى من حياته إلى أن تولى خزائن مصر والتقى بأهله في سورةٍ كاملةٍ من سور القرآن الكريم حملت اسمه.[٢]


تمنّي النبي يوسف للموت

سبب تمني النبي يوسف للموت

جاء في قول الله -تعالى- على لسان نبيّه يوسف -عليه السّلام-: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ)،[٣] فيوسف -عليه السّلام- أوّل من تمنّى الموت؛ وذلك أنّه بعد أن أتمّ الله -تعالى- عليه النّعم، وشعوره -عليه السّلام- باكتمالها عليه بعد اجتماع شمله بأهله ولقائه بهم، اشتاق للقاء الله -تعالى-؛ فدعا بذلك، ومن المفسّرين من ذكر أنّ دعاء يوسف -عليه السّلام- هذا مفاده تمنّيه أن يتوفاه الله على الإسلام، لا تمني الموت ذاته؛ أي أنّه -عليه السّلام- قد سأل الله أن يتوفّاه مسلمًا عند حلول أجله.[٤]


حكم تمنّي الموت

إنّ على المسلم أن يتذكّر الموت، ويذكر ما سيكون في الآخرة من حسابٍ؛ فيكون مستعدًّا للموت ولقاء الله -تعالى- بالتوبة الدائمة والأعمال الصالحة، واجتناب المحرّمات، إلّا أنّه لا ينبغي تمنّي الموت إلّا إن كان دعاء المسلم وتمنّيه بأن يتوفّاه الله تعالى إذا كان في الموت ومفارقة الدنيا خيرٌ له؛ لما ثبت عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي).[٥][٦]


صفات النبيّ يوسف

اجتمعت في نبيّ الله يوسف -عليه السّلام- جملةٌ من الصفات والخصال الحميدة التي جاءت سورة يوسف على ذكرها، ومن هذه الصفات والخصال:[٧]

  • العلم: فقد جعل الله -تعالى- نبيّه يوسف على درجةٍ من العلم؛ كما في قوله: (وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ).[٨]
  • الاعتراف بالفضل: فقد كان يوسف -عليه السّلام- يعترف بالفضل لصاحبه ويُقدّره؛ فقد قّدر فضل الله -تعالى- عليه بما أنعم عليه من نعمة الملك والعلم وردّ أهله إليه، كما ذكر فضل عزيز مصر الذي آواه في بيته، كما جاء في قول الله -تعالى-: (إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ).[٩]
  • العفة والبعد عن الفواحش: حيث امتنع يوسف عن الاستجابة لمراودة زوجة العزيز له، وفضّل السجن على فعل ما دعته له امرأة العزيز والنسوة.
  • العفو عند المقدرة: ومن ذلك عفو يوسف -عليه السّلام- عن إخوته رغم كيدهم وأذيتهم له، فقال لإخوته بعد أن اجتمع بهم: (قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّـهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ).[١٠]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3383، صحيح.
  2. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 187-192. بتصرّف.
  3. سورة يوسف، آية:101
  4. شمس الدين القرطبي، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، صفحة 117. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس ين مالك، الصفحة أو الرقم:6351، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 207. بتصرّف.
  7. عبد الستار المرسومي (23/04/2015)، "يوسف عليه السلام النبي القائد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31/08/2021. بتصرّف.
  8. سورة يوسف، آية:22
  9. سورة يوسف، آية:23
  10. سورة يوسف، آية:92