قوم عاد

عُرف قوم عاد بقوّتهم الجسدية وتجبّرهم واستكبارهم في الأرض وعبادتهم للأصنام،[١] فلم يُعرف مثلهم في تلك الصفات، وقد قصّ القرآن الكريم أخبارهم وأحوالهم في العديد من المواضع، وقد سميّت سورةٌ من سور القرآن باسم نبيّهم هود -عليه السلام- وأخرى باسم الأحقاف؛ وهو موضع سكنهم، فقد كانوا أعظم البشر في الخَلْق، وأطولهم قامةً وطولاً، فلم يُرَ مثل قوّتهم، وقد عُرفوا ببنيانهم العظيم الباهر، فقد كانوا يشيّدون الأبنية العظيمة مفاخرةً ومباهاةً دون حاجةِ إليه، كما عُرفوا أيضاً بأرضهم الخصبة وكثرة أولادهم وأموالهم، إلّا أنّهم لم يعترفوا بفضل الله عليهم، بل أشركوا به وكذّبوا نبيّه.[٢]


هلاك قوم عاد بالريح

أرسل الله -تعالى- الرِّيح العقيمة التي لا خير فيها على قوم عاد جزاء تكذيبهم بنبيّهم هود -عليه الصلاة والسلام- وكفرهم بالله -تعالى- والإشراك به، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم بعدّة أسماء؛ وهي: الصاعقة، ورِيحٌ صرصر عاتيةٌ، وريحٌ فيها عذابٌ أليمٌ، والصيحة، والقارعة، ومن الآيات التي ذكرت ذلك: قول الله -تعالى-: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)،[٣] وقوله: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ)،[٤] وقوله: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ*فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ*وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ)،[٥] وقوله: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ)،[٦] وقوله أيضاً: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).[٧][٨]


جانبٌ من دعوة هود لقوم عاد

برزت عدّة جوانب من دعوة نبيّ الله هود -عليه الصلاة والسلام- لقومه عاد، يُذكر منها:[٩][١٠]

  • أرسل الله -تعالى- نبيّه هود -عليه الصلاة والسلام- إلى قوم عاد يدعوهم لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به شيئاً، إلّا أنّ القوم كذّبوه واتّهموه بالجنون وسخروا منه، واعترفوا له بكفرهم وعنادهم، واستكبروا عنه، وأصرّوا على عبادة الأصنام والإشراك بالله، وأرادوا أن يكون رسولهم من الملائكة لا بشراً مثلهم، قال -تعالى-: (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَـذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ).[١١]
  • استمرّ هود -عليه الصلاة والسلام- بدعوة قومه، إلّا أنّهم لم يستجيبوا له، فما كان منه إلّا أن توجّه لربّه بالدعاء، وطلب النُصرة والتأييد منه، قال -سبحانه-: (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ*قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ)،[١٢] فقد توكّل هود -عليه السلام- على ربّه ولجأ إليه بعد أن أدّى رسالته ووحي الله إليه، قال -تعالى- على لسان نبيّه: (إِنّي تَوَكَّلتُ عَلَى اللَّـهِ رَبّي وَرَبِّكُم ما مِن دابَّةٍ إِلّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ*فَإِن تَوَلَّوا فَقَد أَبلَغتُكُم ما أُرسِلتُ بِهِ إِلَيكُم وَيَستَخلِفُ رَبّي قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّونَهُ شَيئًا إِنَّ رَبّي عَلى كُلِّ شَيءٍ حَفيظٌ).[١٣]
  • استجاب الله -تعالى- دعاء نبيّه هود -عليه السلام-، فعاقب قومه وأرسل عليهم الرِّيح جزاء تكذيبهم وعِنادهم وكفرهم.


المراجع

  1. "صفات قوم عاد"، إسلام ويب، 8/4/2008، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  2. أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (27/5/2017)، "قصة عاد في القرآن"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  3. سورة فصلت، آية:13
  4. سورة الذاريات، آية:41
  5. سورة الحاقة، آية:4-6
  6. سورة فصلت، آية:16
  7. سورة المؤمنون، آية:41
  8. د. حسني حمدان الدسوقي حمامة (31/12/2013)، "هلاك الأقوام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  9. أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (27/5/2017)، "قصة عاد في القرآن"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  10. أحمد البراء الأميري (2015/3/14)، "وقالوا من أشد منا قوة (عادٌ هم قوم هود عليه الصلاة والسلام)"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  11. سورة المؤمنون، آية:24
  12. سورة المؤمنون، آية:39-40
  13. سورة هود، آية:56-57