سبب تحطيم إبراهيم للأصنام

لجأ نبي الله إبراهيم -عليه السلام- إلى تحطيم الأصنام التي كان قومه يعكفون على عبادتها من دون الله -سبحانه وتعالى-؛ لِما رآه منهم من استكبارٍ وإصرارٍ على الشرك، واستمرارهم في عبادتهم لها، رغم دعوته لهم بالكلمة الطيّبة والموعظة الحسنة، ومجادلتهم بالحجّج والبراهين، فأقسم بعدها إبراهيم -عليه السلام- بأن يكيد لأصنامهم، قال تعالى على لسان إبراهيم: (وَتَاللَّـهِ لَأَكيدَنَّ أَصنامَكُم بَعدَ أَن تُوَلّوا مُدبِرينَ)،[١] وحطّمها؛ ليظهر لهم زور ما هم عليه من عبادة الأصنام، ويُقيم عليهم الحجّة أنّ هذه الأصنام لا تضرّ ولا تنفع، وأنّ عبادتهم لها ضلالٌ وبعدٌ عن الحقّ والصواب.[٢]


قصّة تحطيم إبراهيم للأصنام

تخطيط إبراهيم لتحطيم الأصنام

استثمر إبراهيم -عليه السلام- انشغال قومه في يوم عيدٍ لهم باحتفالهم خارج قريتهم؛[٢] فقدم إلى أصنامهم، وبدأ يحطّم هذه الأصنام بفأسٍ كان معه، وترك صنمهم الكبير دون تحطيمٍ، وعلّق الفأس في رقبته؛ قاصدًا إقامة الحجّة عليهم بعد عودتهم ورؤيتهم لأصنامهم محطَّمةً، قال الله -تعالى- في وصف تحطيم إبراهيم -عليه السلام- للأصنام: (فَجَعَلَهُم جُذاذًا إِلّا كَبيرًا لَهُم لَعَلَّهُم إِلَيهِ يَرجِعونَ).[٣][٤]


موقف قوم إبراهيم من تحطيم الأصنام

حين عاد قوم إبراهيم -عليه السلام- من احتفالهم، ووجدوا أصنامهم محطَّمةً أمامهم، تساءلوا فيما بينهم عن الذي فعل ذلك؛ فأشار بعضهم إلى إبراهيم -عليه السلام- كما جاء في قوله تعالى: (قالوا سَمِعنا فَتًى يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ إِبراهيمُ)،[٥] فطلبوا أن يُحْضَر ويُسأل أمام الناس، ولمّا سألوه إن كان هو من فعل ذلك، أجاب إبراهيم -عليه السلام- ساخرًا منهم، وليقيم الحجّة عليهم، بأنّ من فعل ذلك هو الصنم الكبير؛ ممّا جعل قومه يُحرجون، ويعترفون بما هم عليه من ضلالٍ، كما جاء في قوله تعالى: (فَرَجَعوا إِلى أَنفُسِهِم فَقالوا إِنَّكُم أَنتُمُ الظّالِمونَ* ثُمَّ نُكِسوا عَلى رُءوسِهِم لَقَد عَلِمتَ ما هـؤُلاءِ يَنطِقونَ).[٦][٤]


ولم يطل وقوف قوم إبراهيم على الحقّ، واعترافهم بفساد ما هم عليه من عبادة أصنامٍ لا تضرّ ولا تنفع، ولم تستطع حتى دفع الأذى والضرّ عن نفسها حين حطّمها إبراهيم -عليه السلام-؛ فسرعان ما عادوا إلى ضلالهم، فقرّروا أن يمكروا ويكيدوا لإبراهيم -عليه السلام-؛ فقاموا بإيقاد نارٍ وألقوا إبراهيم -عليه السلام- فيها؛ ليتخلّصوا منه، وينتصروا لأصنامهم التي حطّمها إبراهيم -عليه السلام-.[٤]


إلقاء إبراهيم في النار

قام قوم إبراهيم -عليه بالسلام- بإلقائه في النار؛ ليكيدوا له، ويبقوا على ما هم عليه من ضلالٍ في عبادتهم للأصنام، لكنّ الله - سبحانه وتعالى- حمى إبراهيم من كيدهم، ونجّاه من النار؛ فجعلها بردًا وسلامًا عليه، وحفظه من قومه وكيدهم، فلم تصبه النار بأذى بإذن الله -تعالى- وقدرته، ولم يجعلها بردًا عليه فقط؛ لأنّ شدّة البرد قد تؤذيه إنّما جعلها كذلك سلامًا عليه، فلم تؤذْه، قال تعالى: (قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ* وَأَرادوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرينَ* وَنَجَّيناهُ وَلوطًا إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها لِلعالَمينَ).[٧][٨]

المراجع

  1. سورة الأنبياء، آية:57
  2. ^ أ ب سهام عبيد (3/4/2014)، "إبراهيم عليه السلام وهدمه لأصنام قومه وإلقاؤهم إياه في النار"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 20/7/2022. بتصرّف.
  3. سورة الأنبياء، آية:58
  4. ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 130-133. بتصرّف.
  5. سورة إبراهيم، آية:60
  6. سورة الأنبياء، آية:64-65
  7. سورة الأنبياء، آية:69-71
  8. محمد صالح المنجد، سلسلة القصص، صفحة 3. بتصرّف.