كيف حاور النبي إبراهيم أباه؟

عزّ على نبيّ الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- عبادة أبيه للأصنام، فرأى أنّ من الواجب عليه أن ينصحه ويحذّره من عاقبة أفعاله، فنصحى بلُطفٍ ولينٍ وحنانٍ ورقةٍ، مقدّماً له الحجج والبراهين العقلية، قال -تعالى- غب دعوة إبراهيم لأبيه: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا*إِذ قالَ لِأَبيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ ما لا يَسمَعُ وَلا يُبصِرُ وَلا يُغني عَنكَ شَيئًا*يا أَبَتِ إِنّي قَد جاءَني مِنَ العِلمِ ما لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعني أَهدِكَ صِراطًا سَوِيًّا*يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطانَ إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلرَّحمـنِ عَصِيًّا*يا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمـنِ فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا*قالَ أَراغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتي يا إِبراهيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرني مَلِيًّا*قالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبّي إِنَّهُ كانَ بي حَفِيًّا*وَأَعتَزِلُكُم وَما تَدعونَ مِن دونِ اللَّـهِ وَأَدعو رَبّي عَسى أَلّا أَكونَ بِدُعاءِ رَبّي شَقِيًّا).[١][٢]


بدأ إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- الحوار مع أبيه بالنداء "يا أبتِ"؛ تعظيماً له وتكريماً، ودلالةً على حنانه وشفقته عليه، وكسراً لحدّة الأب على ابنه، ثمّ بدأ بتقديم البرهان العقلي؛ فحدّثه عن كيفية عبادته للأصنام وهي لا تسمع دعاء عابدها، ولا تُبصر مكانه، ولا تدفع عنه ضررٍ، ولا تسبّب له أي منفعةٍ، وبيّن له أنّ الله -تعالى- منحه وأنعم عليه من العلم والحكمة ما لم يمنحه ويُنعم عليه بأسلوبٍ رقيقٍ لطيفٍ، ثمّ نهى والده عن عبادة الشيطان واتّباعه، ثمّ بيّن له سوء عاقبة أفعاله، حيث تدرّج إبراهيم -عليه السلام- مع أبيه في الدعوة ورغم ذلك كلّه رفض أن يستجيب له والده في دعوته، وأجابه والده بأن ينتهي عن سبّها وشتمها وعيبها، وحذّره بأنّه إن لم ينتهِ عن أفعاله فإنّه سوف يسبّه ويشتمه، ثمّ أمره أن يهجره فترةً من الزمن، فأجابه إبراهيم ونفذّ أوامره وصبر عليه.[٣][٤]


اسم أب النبي إبراهيم عليه السلام

ورد قولان في اسم والد إبراهيم -عليه السلام- بيانهما فيما يأتي:[٥]

  • القول الأول: إنّ اسم أبيه آزر، استدلالاً بقول الله -تعالى-: (وَإِذ قالَ إِبراهيمُ لِأَبيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنامًا آلِهَةً إِنّي أَراكَ وَقَومَكَ في ضَلالٍ مُبينٍ)،[٦] واستدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (يَلْقَى إبْراهِيمُ أباهُ آزَرَ يَومَ القِيامَةِ، وعلَى وجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وغَبَرَةٌ، فيَقولُ له إبْراهِيمُ: ألَمْ أقُلْ لكَ: لا تَعْصِنِي؟ فيَقولُ أبُوهُ: فاليومَ لا أعْصِيكَ، فيَقولُ إبْراهِيمُ: يا رَبِّ، إنَّكَ وعَدْتَنِي أنْ لا تُخْزِيَنِي يَومَ يُبْعَثُونَ، فأيُّ خِزْيٍ أخْزَى مِن أبِي الأبْعَدِ؟ فيَقولُ اللَّهُ تَعالَى: إنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ علَى الكافِرِينَ، ثُمَّ يُقالُ: يا إبْراهِيمُ، ما تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فإذا هو بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فيُؤْخَذُ بقَوائِمِهِ فيُلْقَى في النَّارِ).[٧]
  • القول الثاني: إنّ اسم والده تارح أو تارخ وهو قول أكثر المفسّرين والعلماء.


المراجع

  1. سورة مريم، آية:41-48
  2. "كيف حاور النبي إبراهيم أباه؟"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2021. بتصرّف.
  3. "حوار إبراهيم مع أبيه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021.
  4. "كيف حاور النبي إبراهيم أباه؟"، موقع الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.
  5. "كيف حاور النبي إبراهيم أباه؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2021. بتصرّف.
  6. سورة الأنعام، آية:74
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3350، صحيح.