غزوات النبي
بعد هجرة النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وأصحابه إلى المدينة المنوّرة، نزل الإِذن من الله -تعالى- لهم بقتال؛ لدفع الظلم الذي وقع عليهم بعد إخراج كفّار قريش لهم من مكّة المكرّمة وما سبّبوه لهم من إيذاءٍ في دينهم وأنفسهم وأموالهم، فنزل قول الله -تعالى-: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ*الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ)،[١][٢] وأمر الله -تعالى- المسلمين بقتال مَن يقاتلهم دون عدوانٍ على المُسالمين؛ فقال -تعالى-: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٣] وقد خاض النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وصحابته غزواتٍ عديدةً، وسيّر النبيّ سرايا كثيرة، وأمّا عن غزواته التي شارك فيها هو -عليه السّلام-؛ فهي: بدر، وأحد، والخندق، وقريظة، والمصطلق، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف،[٤] وتالياً حديثٌ عن أوّل الغزوات التي شارك فيها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-.
ما أول غزوة للنبي؟
أولى غزوات النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- كانت غزوة الأبواء وتسمّى كذلك بغزوة ودّان، وحدثت في شهر صفر من العام الثّاني للهجرة النبويّة، حيث خرج النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بنفسه مع جمعٍ من أصحابه من المهاجرين خاصّةً؛ لاعتراض قافلةٍ لقريش، وحمّل النبيّ اللواء في هذه الغزوة لعّمه حمزة بن عبد المطّلب، واستخلف في غيابه -عليه الصّلاة والسّلام- عن المدينة سعد بن عبادة من الخزرج، فلمّا وصل النبيّ ومن معه إلى ودّان كانت القافلة قد فاتتهم، إلّا أنّ رسول الله اغتنم الفرصة؛ فعقد موادعة ومعاهدةً مع سيّد بني ضمرة مخشي بن عمرو الضمري، عاهده فيها على أنّهم آمنون على أنفسهم ولهم النصرة من المسلمين، كما أنّ على بني ضمرة نُصرة المسلمين متى احتاجوا وعليهم ألّا يُعينوا عدواً على المسلمين، وكانت هذه المعاهدة أوّل معاهدةٍ يعقدها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بعد العهد الذي كتبه مع يهود المدينة، وغاب النبيّ عن المدينة في خروجه إلى هذه الغزوة خمسة عشر يوماً.[٥][٦]
الغاية من غزوات النبيّ
كان لغزوات النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أهدافٌ وغاياتٌ عظيمةٌ تصبّ في صالح الدّعوة الإسلاميّة والمسلمين، ومن تلك الأهداف والغايات:[٧]
- الانتصار من كفّار قريش الذين ظلموا المسلمين وصادروا أموالهم وآذوهم وأخرجوهم من ديارهم.
- حماية الدعوة الإسلاميّة ممّن يُعاديها ويتربّص بها.
- الدعوة إلى الله -تعالى- والعمل على نشر دينه.
- التأثير على اقتصاد قريش الذي تسخّره لقتال المسلمين ومحاربة الدعوة، وذلك من خلال اعتراض قوافل قريش الخارجة إلى التجارة.
- إقامة التّحالفات السياسية والاقتصاديّة بين المسلمين والقبائل العربيّة التي تقيم على الطريق الذي تمرّ به قوافل قريش التجاريّة.
- إعداد الجنود في جيش المسلمين وتدريبهم ورفع جاهزيّتهم؛ ليكونوا في حالة استعدادٍ تامٍّ لمقاتلة الأعداء وتفويت الفرصة عليهم.
- اكتشاف الطاقات العسكريّة لدى الصحابة -رضي الله عنهم- لاستثمارها وتطويرها والاستفادة منها على أتمّ وجهٍ.
المراجع
- ↑ سورة الحج، آية:39-40
- ↑ أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 232. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:190
- ↑ راغب السرجاني (2020/01/13)، "غزوات الرسول"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 23/08/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 117. بتصرّف.
- ↑ "حدث في السنة الثانية من الهجرة - (1) غزوة الأبواء - سرية جهينة"، طريق الإسلام، 09/05/2014، اطّلع عليه بتاريخ 23/08/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن صامل السلمي، صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم، صفحة 189-190. بتصرّف.