مواصفات سفينة سيدنا نوح

ذكر بعض المفسرين في كتبهم عدداً من الأقوال التي نقلوها من مصادر مختلفة تتحدث عن مواصفات سفينة سيدنا نوح -عليه السلام-، وهي مرويات لم يثبت منها شيء بصحيح السنة النبويّة أو بظاهر النصوص القرآنيّة، وقيل هي من مرويات أهل الكتاب؛[١] التي لا يترتب على معرفتها كبير الأثر، كما لا يضّر الجهل بها؛ ونورد في هذا بعض ما يتعلق بطولها وعرضها؛ مما جاء في بعض المؤلفات والمصنفات:[٢]

  • قيل إنّ طول سفينة سيدنا نوح -عليه السلام- بلغ ثلاثمائة ذراع، وقيل أربعمائة ذراع، وقيل ألف ومائتا ذراع، وقيل ألفا ذراع.
  • رُوي أنّ عرض سفينة سيدنا نوح -عليه السلام- كان مئة ذراع، وقيل ستمائة ذراع، وقيل خمسون أو أربعون ذراعاً، والله -تعالى- أعلم.


عدد الناجين في سفينة سيدنا نوح

تعددت أقوال أهل العلم والتفسير في عدد الناجين؛ الذين ركبوا السفينة مع سيدنا نوح -عليه السلام-؛ فقيل:

  • كانوا ثمانين شخصاً؛ فلمّا هبطت بهم السفينة اتخذوا لنفسهم سوقاً سمّوه سوق الثمانين.[٣]
  • كانوا عشرة أشخاص، وقيل أقلّ من ذلك.[٤]


والصواب في هذا القول هو التوقفّ عند ظاهر النّص القرآني؛ فقد وصف الله -سبحانه- عدد الناجين المؤمنين مع سيدنا نوح -عليه السلام- بأنهم قلّة، من بينهم أهله المؤمنون؛ ولم يُقدّر لنا -سبحانه- عددهم.[٥]


كما لم يُبيّن ذلك بحديث صحيح من سنة نبيّه الكريم -صلى الله عليه وسلم-، إنّما اكتفى الخبر على وصفهم بالقلّة فقال -تعالى-: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ).[٦][٥]


ذكر سفينة سيدنا نوح في القرآن الكريم

ذكر القرآن الكريم قصة سفينة سيدنا نوح -عليه السلام- مظهراً لعدد من الأمور الهامّة؛ التي أراد الله -سبحانه- لنا معرفتها عن هذه الآية العظيمة، كما أغفل القرآن الكريم العديد من التفاصيل التي يبحث عنها بعض الناس، ويكثر السؤال عنها؛ من باب المعرفة وإشباع الفضول لا أكثر؛ وذلك لأنّ القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ أو قصص وحكايا؛ إنّما هو كتاب تذكرة وعبرة وموعظة، فينبغي التنبّه لذلك.


ومن الآيات التي وردت في قصة سفينة سيدنا نوح -عليه السلام- ما يأتي:

  • أمر الله -تعالى- لسيدنا نوح ببناء السفينة؛ قال -تعالى-: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا...).[٧][٨]
  • سخريّة القوم من بناء السفينة في الصحراء والبريّة؛ قال -تعالى-: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ).[٩][١٠]
  • الأمر بحمل عدد من الحيوانات على شكل أزواج؛ قال -تعالى-: (... فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ).[٧][٨]
  • إرساء سفينة سيدنا نوح على جبل الجوديّ؛ قال -تعالى-: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).[١١][١٢]
  • جعل سفينة سيدنا نوح -عليه السلام- آية للتذكير والعظة؛ قال -تعالى-: (وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).[١٣][١٤]

المراجع

  1. محمد عمر الحاجى، موسوعة التفسير قبل عهد التدوين، صفحة 31. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 260، جزء 11. بتصرّف.
  3. أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 136. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 271، جزء 11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب أبو جعفر ابن جرير الطبري، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 412، جزء 12. بتصرّف.
  6. سورة هود، آية:40
  7. ^ أ ب سورة المؤمنون، آية:27
  8. ^ أ ب إبراهيم الإبياري، الموسوعة القرآنية، صفحة 372، جزء 10. بتصرّف.
  9. سورة هود، آية:38
  10. أبو البركات النسفي، تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل، صفحة 58، جزء 2. بتصرّف.
  11. سورة هود، آية:44
  12. محمد صالح المنجد، سلسلة القصص، صفحة 16، جزء 2. بتصرّف.
  13. سورة القمر، آية:15
  14. مجير الدين العليمي، فتح الرحمن في تفسير القرآن، صفحة 463، جزء 6. بتصرّف.