من هي زوجة سيدنا لوط عليه السلام؟

من هي زوجة سيدنا لوط عليه السلام؟

لم يثبت دليل صريح ينص على اسم زوجة نبي الله لوط -عليه السلام-، إلا أنه قيل إن اسمها والهة وقيل والعة،^[١] وقد كانت كافرة بزوجها لوط -عليه السلام- ومنكرة لدعوته، راضية بأفعال قومها القبيحة، موافقة على الرذائل والمنكرات التي يقومون بها، معينة لهم على ارتكاب الفواحش، حتى إنها كانت تخبر قومها بضيوف نبي الله لوط -عليه السلام- ليأتونهم ويرتكبون الفاحشة.^[٢]

وقد صرّح الله -تعالى- في كتابه كفرها وخيانتها، وبيّن أنها من المعذبين الهالكين بسسب كفرها وتكذيبها برسالة لوط -عليه السلام- وإصرارها على ذلك، حيث أصابها العذاب الذي أصاب قومها وهلكت معهم، فلم ينفع كونها زوجة نبي النجاة من العذاب ما دامت كافرة، قال -تعالى-: (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ).^[٣][٤]

موقف زوجة لوط -عليه السلام- مع ضيوفه

بعد أن قام نبي الله لوط -عليه السلام- بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما هم عليه من المنكرات، وإنكاره على ما يقومون من الأفعال الفاحشة والأعمال القبيحة، وكان موقفهم اتجاه دعوته الاستهزاء والاستكبار والتكذيب، والإصرار على أفعالهم، وكان من ضمنهم امرأته، دعا لوط -عليه السلام- الله بالنصرة ونجاته ومن آمن معه من أهله، فاستجاب الله له.^[٥]

فأرسل إليه في البداية الملائكة ضيوفاً له على شكل رجالٍ حسانٍ جميلين، فكان موقف زوجة لوط لما رأتهم ضيوفاً في بيت لوط الإسراع والمبادرة لإخبار قومها بهم، ووصف جمالهم لهم، ليأتوا إلى لوط، ويطالبوه بهم فيقومون بالفاحشة، إلا إن الملائكة أخبرت لوط أنهم مرسلون من عند الله لهلاك قومه، ومن بينهم امرأته، ونجاته ومن آمن معه.^[٥][٦]

وقد وصف القرآن الكريم امرأة لوط -عليه السلام- بالخيانة؛ حيث قال بعض أهل التفسير أن سبب هذا الوصف هو نقل أخبار من يأتي إلى لوط من الضيوف وإفشاء أسراره إلى قومها، إضافة إلى شركها وكفرها، فكانت مشاركة لقومها في الإثم، معاونة لهم في الجرائم،^[٧][٨] حيث قال -تعالى-: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).^[٩]

هلاك زوجة لوط مع قومها

أذن الله -تعالى- للوط -عليه السلام- أن يخرج من قريته، فخرج -عليه السلام- مع من آمن معه ليلاً، وفي صبيحة اليوم التالي أنزل الله -تعالى- على قومه العذاب، وكانت من بينهم امرأته، فأهكلوا جميعاً، حيث أرسل الله عليهم صيحة شديدة من السماء، وقُلبت قريتهم، فأصبح أعالي المدينة سافلها، وأرسل عليهم حجارة وحمماً صغيرة كالمطر تنزل عليهم.^[١٠]

فجاء في وصف عذابهم وبقاء امرأة لوط ولحاق العذاب بها معهم قول الله -تعالى- في سورة الحجر: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ* فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)،^[١١]وقوله في سورة العنكبوت: (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ* إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ).^[١٠][١٢]

مواضيع أخرى:

ماذا كان عذاب قوم لوط؟

لماذا عذب الله قوم لوط؟