معجزات عيسى

معجزات عيسى عليه السلام

المعجزة هي: أمرٌ خارقٌ للعادة وللطبيعة، اختص الله -تعالى- بها أنبياءه؛ دلالةً على صدق نبوتهم، وكانت المعجزة لكلّ نبيٍ من جنس ما اشتُهر به قومه،^[١] ومن المعجزات التي أيّد بها الله -تعالى- نبيّه عيسى -عليه السلام-:

خلقه من أمٍ دون أبٍ

خلق الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- من أمٍّ دون أبٍ بإذنه وقدرته -سبحانه- بعد أن أمر جبريل -عليه السلام- بالنَّفخ في ثوب مريم -عليها السلام- لتَصل تلك النفخة إلى رَحمها ويخلق الله عيسى دون أبٍ، قال -تعالى-: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ).^[٢][٣]

التكلم في المهد

منح الله -تعالى- نبيّه عيسى -عليه السلام- القدرة على الكلام وهو صغيرٌ حديث الولادة، قال -عزّ وجلّ-: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ)،^[٤] والمقصود بالمهد الصغر، وتلك تعتبر معجزةً خارقةً للعادة إذ ليس للصغير التكلّم منذ ولادته.^[٥]

القدرة على تشكيل هيئة الطير من الطين والنفخ فيه حتى يصبح طيراً

منح الله -تعالى- نبيّه عيسى -عليه السلام- القدرة على تشكيل الطير والنَّفخ فيه ليكون طيراً حقيقاً بروحٍ بإذنه -سبحانه-، قال -تعالى-: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّـهِ).^[٦][٧]

إبراء الأكمه والأبرص

كان عيسى -عليه السلام- يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله -سبحانه- ممّا أصابهما، فالأكمه هو مَن فَقَد بصره فلا يرى شيئاً في الليل أو النهار، والأبرص هو مَن أُصيب في جلده وبشرته ببقعٍ بيضاء، قال -تعالى-: (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ).^[٨][٩]

إحياء الموتى

منح الله -تعالى- عيسى -عليه السلام- القدرة على إحياء الموتى وإعادة الرُّوح والحياة لأجسادهم بإذنه -سبحانه-، قال -تعالى-: (وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ).^[١٠][١١]

القدرة على معرفة ما يأكل ويدّخر القوم

أعطى الله -سبحانه وتعالى- نبيّه عيسى -عليه الصلاة والسلام- القدرة على معرفة ما يأكل قومه وما يدّخروا في بيوتهم من الأكل أيضاً، وذلك صورةٌ من صورة العلم بالغيب المنفرد به الله -عزّ وجلّ-، قال -تعالى-: (وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ).^[١٢][١٣]

إنزال مائدة من السماء

طلب قوم عيسى -عليه السلام- منه أن يُنزل الله -عزّ وجلّ- عليهم مائدةً من السماء، وقد استعظموا الأمر واعتبروه تعجيزياً لعيسى -عليه السلام-، فأخبرهم أن يتّقوا الله، ودعا ربّه بأن يُنزل عليهم مائدةً كبيرةً من الطعام، قال -تعالى-: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّـهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ* قَالَ اللَّـهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ)،^[١٤] فأنزل الله المائدة وهدّدهم بعذابه لمن يكفر بعد معجزة إنزال المائدة، وأصبح يوم فرحٍ وسرورٍ لقوم عيسى.^[١٥]

رفع عيسى إلى السماء

رفع الله -تعالى- عيسى -عليه الصلاة والسلام- إلى السماء بعد أن تآمر اليهود عليه وشُبّه لهم غيره فقتلوه وصلبوه فظنّوا أنّهم قتلوا عيسى -عليه السلام- ولكنّ الله أثبت أنه رفعه إليه في قوله: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا*بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).^[١٦][١٧]