كم لبث النبي يوسف في السجن؟

لبث يوسف -عليه الصلاة والسلام- بضع سنواتٍ في السجن، وتُقدّر البضع من ثلاث إلى تسع سنواتٍ، وقيل إنّها سبع سنواتٍ، وقد ثبت أنّه مكث بضع سنواتٍ في قول الله -تعالى-: (وَقالَ لِلَّذي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنهُمَا اذكُرني عِندَ رَبِّكَ فَأَنساهُ الشَّيطانُ ذِكرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجنِ بِضعَ سِنينَ).[١][٢]


سبب دخول يوسف السجن

دخل يوسف -عليه الصلاة والسلام- السجن بسبب امرأة عزيز مصر، ذلك أنّها فُتنت بجمال يوسف، ممّا دفعها إلى أن تراوده عن نفسه بعد أن هيأت له كل الأسباب وأغلقت الأبواب عليهما، فاعتصم بالله -سبحانه- للتخلّص من كيد امرأة العزيز، وولّى هارباً منها، وكان العزيز واقفاً عند الباب وعَلِم بما حدث، ووجّهت امرأة العزيز التهمة ليوسف -عليه السلام-، وطلبت من زوجها سجن يوسف -عليه السلام- وإلحاق أشدّ العقوبات به، ثمّ طلب العزيز من أعوانه بيان الحقيقة بالنظر من أيّ جهةٍ مُزّق قميص يوسف -عليه السلام-، وحينما تبيّن أنّه مُزّق من الخلف علم أنّ يوسف كان هارباً من الفتنة، ممّا يعني براءته ممّا اتُهم به، قال -تعالى-: (وَاستَبَقَا البابَ وَقَدَّت قَميصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلفَيا سَيِّدَها لَدَى البابِ قالَت ما جَزاءُ مَن أَرادَ بِأَهلِكَ سوءًا إِلّا أَن يُسجَنَ أَو عَذابٌ أَليمٌ*قالَ هِيَ راوَدَتني عَن نَفسي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِن أَهلِها إِن كانَ قَميصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَت وَهُوَ مِنَ الكاذِبينَ*وَإِن كانَ قَميصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَت وَهُوَ مِنَ الصّادِقينَ*فَلَمّا رَأى قَميصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظيمٌ*يوسُفُ أَعرِض عَن هـذا وَاستَغفِري لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخاطِئينَ).[٣][٤]


وأخذت النساء تتحدّث عن فعلة امرأة العزيز، فما كان منهما إلى أن جمعتهن وقدّمت لهنّ ما لذّ وطاب من الطعام والشراب مع سكينٍ لكلٍ واحدةٍ منهنّ، ثمّ طلبت من يوسف -عليه السلام- الخروج إلى النساء أثناء تقطيعهنّ للفاكهة، فقطّعن أصابعهنّ حينما شاهدن جمال يوسف -عليه السلام-، ثمّ هدّدته امرأة العزيز وتوعّدته بالسجن إن لم يأتمر بأمرها ويخضع لرغبتها ويرتكب الفاحشة معها، قال -سبحانه-: (وَقالَ نِسوَةٌ فِي المَدينَةِ امرَأَتُ العَزيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِ قَد شَغَفَها حُبًّا إِنّا لَنَراها في ضَلالٍ مُبينٍ*فَلَمّا سَمِعَت بِمَكرِهِنَّ أَرسَلَت إِلَيهِنَّ وَأَعتَدَت لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَت كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ سِكّينًا وَقالَتِ اخرُج عَلَيهِنَّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَقَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ وَقُلنَ حاشَ لِلَّـهِ ما هـذا بَشَرًا إِن هـذا إِلّا مَلَكٌ كَريمٌ*قالَت فَذلِكُنَّ الَّذي لُمتُنَّني فيهِ وَلَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ فَاستَعصَمَ وَلَئِن لَم يَفعَل ما آمُرُهُ لَيُسجَنَنَّ وَلَيَكونًا مِنَ الصّاغِرينَ)،[٥] فلجأ إلى ربّه وخضع إليه طالباً منه صرف كيد النسوة عنه وتفضيله السجن على ذلك، فاستجاب له ربّه وسُجن يوسف -عليه السلام- ظلماً إلّا أنّه في الحقيقة بُعداً عن فتنة النساء وكيدهن، قال -تعالى-: (قالَ رَبِّ السِّجنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدعونَني إِلَيهِ وَإِلّا تَصرِف عَنّي كَيدَهُنَّ أَصبُ إِلَيهِنَّ وَأَكُن مِنَ الجاهِلينَ*فَاستَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنهُ كَيدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ*ثُمَّ بَدا لَهُم مِن بَعدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسجُنُنَّهُ حَتّى حينٍ).[٦][٤][٧]

المراجع

  1. سورة يوسف، آية:42
  2. حسام بن عبدالعزيز الجبرين، "قصة يوسف عليه السلام (3)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. بتصرّف.
  3. سورة يوسف، آية:25-29
  4. ^ أ ب "قصة يوسف عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، 29/7/2012، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. بتصرّف.
  5. سورة يوسف، آية:30-32
  6. سورة يوسف، آية:33-35
  7. حسام الدين سليم الكيلاني، " سلسلة إصلاح الأسرة: وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. بتصرّف.