أين سجن النبي يوسف؟

سُجن نبيّ الله يوسف -عليه الصلاة والسلام- في مصر، ولم يُذكر تحديداً موضع سجنه، فيُقتصر في القول أنّه سُجن في مصر، وقد استقرّ به الحال في مصر بعد أن استأذن إخوته أباهم أن يأخذوه معهم للهو واللعب قليلاً إلّا أنّهم في الحقيقة كانوا متآمرين عليه، فوضعوه إخوته في بئرٍ عميقةٍ، وعادوا إلى أبيهم ومعهم قميص يوسف -عليه السلام- وكانوا قد لطّخوه ببعض الدماء، ليُخبروا أباهم بأنّ الذئب أكل يوسف ويُخفوا حقيقة جعله في البئر، فما كان من أبيهم يعقوب -عليه الصلاة والسلام- إلّا أن سلّم ووكّل أمره لله -سبحانه-، قال -تعالى-: (قالوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَتَرَكنا يوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ*وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ)،[١] ثمّ خرج يوسف من البئر بعد مرور قافلةٍ به للتزوّد بالماء، ثمّ علموا بأمر الغلام في البئر فأخذوه واجتمع رأيهم على بيعه، فاشتراه منهم أحد الوجهاء والمكانة الرفيعة ليستقرّ به الحال أخيراً في قصر ملك مصر الذي طلب من زوجته أن ترعاه، (وَجاءَت سَيّارَةٌ فَأَرسَلوا وارِدَهُم فَأَدلى دَلوَهُ قالَ يا بُشرى هـذا غُلامٌ وَأَسَرّوهُ بِضاعَةً وَاللَّـهُ عَليمٌ بِما يَعمَلونَ*وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدودَةٍ وَكانوا فيهِ مِنَ الزّاهِدينَ*وَقالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمي مَثواهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)،[٢] ثمّ سُجن في مصر ظلماً.[٣]


كم لبث النبي يوسف في السجن؟

مكث يوسف -عليه الصلاة والسلام- بضع سنين في السجن، أي من ثلاث إلى تسع سنواتٍ، وقيل سبع سنواتٍ، استدلالاً بقول الله -تعالى-: (وَقالَ لِلَّذي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنهُمَا اذكُرني عِندَ رَبِّكَ فَأَنساهُ الشَّيطانُ ذِكرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجنِ بِضعَ سِنينَ)،[٤] وحينما أراد الله -تعالى- إخراج يوسف -عليه السلام- من السجن هيأ لذلك الأسباب والظروف، ذلك أنّ يوسف كان يعلم بتأويل الرؤى، وكان الملك قد رأى رؤية لم يعلم أحدٌ بتأويلها، فقد رأى سبع بقراتٍ هزيلات يأكلن سبعٌ سمينات، ورأى سبع سنابل خضراء وسبع يابسة، قال -تعالى-: (وَقالَ المَلِكُ إِنّي أَرى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنَّ سَبعٌ عِجافٌ وَسَبعَ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا المَلَأُ أَفتوني في رُؤيايَ إِن كُنتُم لِلرُّؤيا تَعبُرونَ*قالوا أَضغاثُ أَحلامٍ وَما نَحنُ بِتَأويلِ الأَحلامِ بِعالِمينَ)،[٥] وذُكر يوسف -عليه السلام- للملك بأنّه يعلم بتأويل الرؤى، وفسّر للملك رؤياه بأنّه ستحلّ على البلاد سبع سنواتٍ خصبةٍ ومثلهنّ سنوات جدب وقحطٍ، وذكر له بعض الحلول للخروج من الأزمة التي ستحلّ عليهم، وأراد الملك إخراج يوسف من السجن، إلّا أنّه رفض إلى حين ظهور براءته وأنّه سُجن ظلماً، لاتّهام امرأة العزيز إيّاه بأنّه راودها عن نفسها وأراد ارتكاب الفاحشة معها، إلّا أنّ الحقيقة أنّها هي التي راودته عن نفسه وطلبت منه ارتكاب الفاحشة معها إلّا أنّه رفض واعتصم بالله -سبحانه-، فعوقب بالسجن، وبقي رافضاً الخروج منه إلى حين ظهور الحقيقة، فظهرت وخرج منه وكلّفه ملك مصر بوزارة المال وإدارة شؤون البلاد.[٦][٧]


المراجع

  1. سورة يوسف، آية:17-18
  2. سورة يوسف، آية:19-21
  3. "قصة يوسف عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، 29/7/2012، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. بتصرّف.
  4. سورة يوسف، آية:42
  5. سورة يوسف، آية:43-44
  6. حسام بن عبدالعزيز الجبرين، "قصة يوسف عليه السلام (3)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. بتصرّف.
  7. حسام الدين سليم الكيلاني، " سلسلة إصلاح الأسرة: وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. بتصرّف.