ملخص قصة النبي يوسف مع إخوته

أفرد الله سبحانه وتعالى لقصة النبي يوسف سورة كاملة في القرآن الكريم وهي السورة التي تحمل اسمه، وقد بين الله تعالى في هذه السورة كامل قصة سيدنا يوسف ومن ضمنها قصته من إخوته، الذين دخل إلى قلوبهم الحسد والغيرة من يوسف لشدة حب أبيه له، فكادوا له وكادوا أن يقتلوه لولا اقتراح أحد إخوته أن يلقوه في بئر، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يجده بعض التجار في ذلك البئر، وأخذوه في قافلتهم إلى مصر وباعوه هناك.


اشترى عزيز مصر يوسف من التجار وقد أعجب به فأوصى أهل بيته أن يكرموه، وتعرض يوسف في بيت العزيز إلى مكيدة جديد من امرأة العزيز؛ بسبب حبها له وعفته، فدخل السجن، وحدثت معه قصة أخرى في السجن أظهرت علمه في تأويل الأحلام، وقد علم بذلك الملك، فطلب أن يخرجوه، إلا أن يوسف -عليه السلام- طلب أن تظهر حقيقة قصته مع امرأة العزيز حتى يثبت براءته.


وبعد أن ظهرت براءة سيدنا يوسف، استعمله ملك مصر في إدارة خزينة المملكة، وخلال عمله مع كان له شأن كبير، وقدم إليه إخوته من بلاد كنعان إلى مصر، فعرفهم وهم لم يعرفوه لكونه غادرهم وهو فتى، وقد صار شابًا، ثم كاد يوسف بإخوته حتى يظهر لهم سوء كيدهم معه ويظهر شخصيته، وما كان من نبي الله يوسف إلى التسامح مع إخوته، وطلب منهم القدوم إلى مصر مع أهلهم وأبيه للعيش فيها.


تفاصيل قصة سيدنا يوسف مع إخوته

بدأت قصة سيدنا يوسف في سورة يوسف برؤيا رآها، وهي أنه شاهد أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر له ساجدين، وقد أخبر والده نبي الله يعقوب بهذه الرؤية، وعرف سيدنا يعقوب تأويل الرؤيا من العلم الذي آتاه الله، أن هذه بشارة نبوة لسيدنا يوسف، فطلب منه أن يكتمها عن إخوته حتى لا يحسدوه ويكيدوا له.


كان ليوسف أحد عشر أخاً، واحد منهم شقيق وعشرة غير أشقاء، وأظهرت القصة مشهد لإخوته غير الأشقاء، وهم يكيدون له بسبب حب والدهم له الشديد، وكان أول أمرهم أن يقتلوه، ولكن اقترح أحد إخوته أن يلقوه في بئر حتى تأخذه إحدى القوافل المارة في المنطقة، وهكذا يتخلصوا منه دون أن يقتلوه.


ذهب إخوة يوسف إلى أبيهم يعقوب عليه السلام، وطلبوا منه أن يرسل معهم أخاهم يوسف حتى يلعب، وكان إخوة يوسف يعملون بالرعي، في بداية الأمر لم يوافق نبي الله يعقوب، وأظهر خوفه الشديد على يوسف، وقال لهم أنه يحزن لبعد يوسف عنه، وأنه يخاف أن يأكله الذب وهم في غفلة عنه، فقالوا له أنهم عصبة، وأنهم قادرون على حمايته من الذئب، فواقف نبي الله على ذلك.


لما تمكن إخوة يوسف من اصطحابه معهم ما كان منهم إلا أن ألقوه في بئر عميق، وفي هذه اللحظة أوحى له الله سبحانه وتعالى عن طريق الوحي أنه سوف ينجى من هذا البئر وسوف يلتقي بأخوته لاحقًا ويخبرهم بكيدهم هذا، والله أعلم، ثم عاد إخوة يوسف لأبيهم، وأخبروه أن الذئب أكله، ولكي يثبتوا قصتهم وضعوا دمًا على قميص يوسف، وقالوا إنه دم يوسف، فعرف يعقوب عليه السلام أنهم كاذبون فصبر واستعان بالله على فعلهم.


سخر الله سبحانه وتعالى قافلة تطلب الماء من البئر فوجدوا سيدنا يوسف وأخذوه إلى مصر، وباعوه على أنه عبد، وقد اشتراه عزيز مصر وأعجب به وقال لأهل بيته أن يكرموه، وقد حدثت سلسلة أحداث مع نبي الله يوسف في مصر وهي قصته مع امرأة العزيز، وقصته مع تأويل الرؤى، وكانت نتيجة هذه الأحداث أن يظهر حسن خلق سيدنا يوسف وعفته وعلمه، حتى إن ملك مصر استعمله في إدارة خزائن مصر.


بعد أن أصبح يوسف عليه السلام عزيز مصر، كانت القبائل تأتي إلى مصر من أجل التجارة، وكان ذلك في زمن القحط الذي تنبأ به سيدنا يوسف من رؤيا الملك، وجاء إخوة يوسف إلى مصر من أجل التجارة وأخذ القمح، فعرفهم يوسف وهم لم يعرفه، وذلك لكونه كان فتى صغي عندما ألقوه في البئر، والآن أصبح رجلًا، فلما عرفهم يوسف طلب منهم أن يأتوا بأخ لهم من أبيهم أي غير شقيق في المرة القادمة، وإن لم يأتوا به فلن يعطيهم حصتهم من القمح في المرة القادمة، فقالوا سوف يراودون أباهم عنه ويأتون به.


عاد إخوة يوسف إلى ابيهم ودار بينهم حوار على اصطحاب أخيهم معهم وهو الأخ الشقيق ليوسف، ويقال إن اسمه بنيامين، ولكن لم يذكر اسمه في القرآن الكريم، وقد امتنع في بداية الأمر سيدنا يعقوب، ولكن أرسله معهم بد أن أخذ عليهم مواثيق أن يعودوا به إلا أن يحاط بهم، أي أن يحدث أمر خارج عن إرادتهم، فاصطحب أخوهم وذهب إلى مصر، وما أن دخلوا على يوسف، حتى قرب منه أخوه الشقيق ونبأهم بأنه يوسف وأن لا يخاف من فعل إخوته، وأخبره بما سوف يكيده لإخوته حتى يظهر حقيقتهم.


لما أراد إخوة يوسف أن يرجعوا من مصر إلى بلدهم، وضع يوسف المكيال الذي يكال به وهو مصنوع من الذهب في غالب الأمر في بضاعة أخيه الشقيق، وعندما غادروا لحق بهم جنود مصر، وقالوا لهم أنهم سارقون وأخبرهم أنه يفقدون صواع الملك، فقال إخوة يوسف أنهم ليسوا سارقين، وعليه اشترط يوسف عليهم أنه إن وجد الصواع في متاعهم أن يجازوا من وجود في متاعه بما يجازى به السارق في دين إخوة يوسف، وهو أن يصبح السارق عبداً لصاحب المتاع المسروق.


بدأ سيدنا يوسف بتفتيش متاع إخوته قبل متاع أخيه الشقيق، ثم استخرجه من متاع أخيه، وما كان من إخوته إلا أن صدقوا أن أخاهم قد سرق، وقالوا إن يسرق، فقد سرق أخٌ له من قبل، وهنا يشيرون لقصة مفتراة عن سيدنا يوسف حدثت في طفولته، حاول إخوة يوسف أن يستعيدوا شقيق يوسف، وأن يأخذ يوسف أحدهم مكانه بسبب المواثيق التي أعطوها لأبيهم، ولكن سيدنا يوسف أبى أن يفعل ذلك، وقال إنه لن يأخذ إلا من وجد صواعه عنده.


هنا قال أكبر إخوة يوسف لإخوانه أنه لن يرجع إلى أبيه حتى يأذن له أو أن يحكم له الله، وذلك بسبب المواثيق، وقد ذكر لهم أنهم، فرطوا في يوسف من قبل، فطلب من بقية إخوته أن يرجعوا إلى أبيهم، ويخبروه بما حصل، فلما رجعوا وأخبروا سيدنا يعقوب، لم يصدقهم لما عرف عليهم من كذب في قصة يوسف، ولكن هذه المرة كانوا صادقين، وطلب منهم سيدنا يعقوب أن يعودوا إلى مصر

يبحثون عن يوسف وأخيه، لعل الله يعيدهم له، وأن لا ييأسوا من روح الله، وقد أنكروا على سيدنا يعقوب ذكره ليوسف واتهموه بالضلال.


عاد إخوة يوسف إلى مصر مرة ثالثة، ودخلوا على يوسف وطلبوا منه أن يتصدق عليهم، وبينوا له أنه قد مسهم الضر، وأنه جاءوا ببضاعة جيدة، هنا سألهم يوسف عليه السلام، عن فعلهم بأخيهم يوسف، فعرفوا أنه يوسف وأن الله أصفاه عليهم، وما كان من نبيه الله يوسف الذي قال عنه رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم إلا أن يسامحهم، وأرسل معهم قميصه حتى يلقوه على وجه أبيهم الذي أصيب بالعمى من شدة حزنه على يوسف، وكانت تلك معجزة لسيدنا يوسف أن رد بصر والده، وكذلك طلب منهم أن يأتوا بجميع أهلهم إلى مصر.


لما دخل أهل يوسف عليهم وهو في مصر، وكان عزيزًا لمصر، قرب إليه أبواه ثم قال لهم ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، ثم خر والدا يوسف وإخوته الأحد عشر ساجدين له، وهنا كان السجود سجود تكريم لكونه أعلى منهم مرتبة عند الله لكونه رسولًا ونبيًا، وهنا أيضًا تحققت رؤية سيدنا يوسف عليه السلام التي كان في طفولته في بداية القصة، والله أعلم.


يمكن الرجوع إلى سورة يوسف حيث توجد القصة كاملة، والتي يمكن فهم معانيها بسهولة ويسر.