صالح -عليه السلام- أحد أنبياء الله تعالى ورسله، يرجع نسبه إلى سام بن نوح عليه السّلام،[١] وروي أنّ صالحًا -عليه السّلام- أوّل من تسمّى بهذا الاسم، وقد بعثه الله تعالى إلى قوم ثمود لدعوتهم إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام، وأيّده بمعجزة إخراج الناقة من الصخر، وكان صالح -عليه السّلام- من أشرف قومه نسبًا وأحسنهم خُلقًا،[٢] وتاليًا حديثٌ عن قومه ودعوته لهم.
لقب قوم صالح
يُعرف قوم صالح -عليه السّلام- باسم ثمود، حيث جاء ذكرهم في القرآن الكريم بهذا الاسم في ستّةٍ وعشرين موضعًا، منها قول الله تعالى: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ)،[٣] كما ورد ذكرهم مرّةً واحدةً في القرآن الكريم باسم أصحاب الحجر في قوله تعالى: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ)؛[٤] وذلك لأنّهم سكنوا منطقة الحجر، وهي منطقةٌ مُكونةٌ من جبالٍ ضخمةٍ، قيل إنّها تقع بين الحجاز وتبوك، وأمّا عن تسميتهم بثمود؛ فقيل نسبةً إلى جدّهم ثمود بن عابر، كما أنّ ثمود من الثمد؛ وتعني قلّة الماء؛ حيث كانت المنطقة التي يسكنونها قليلة الماء، وقبيلة ثمود من العرب العاربة، وقد أسسوا حضارةً عظيمةً، واشتهروا بنحت بيوتهم وبنائها في صخور الجبال.[٢][٥][٦]
دعوة صالح لثمود
أنعم الله تعالى على ثمود بنعمٍ كثيرةٍ، وقد خَلَفوا قوم عادٍ وجاؤوا بعدهم إلّا أنّ ثمود عبدت الأصنام، قال الله تعالى في ثمود: (وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ عادٍ وَبَوَّأَكُم فِي الأَرضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهولِها قُصورًا وَتَنحِتونَ الجِبالَ بُيوتًا فَاذكُروا آلاءَ اللَّـهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ)،[٧] فأرسل الله تعالى فيهم صالحًا -عليه السّلام- يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى وتوحيده وترك عبادة الأصنام، فما كان من ثمود إلّا أن كذّبته واتهمته بالسحر كما جاء في قوله تعالى: (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ)،[٨] وطلب ثمود من صالح أن يأتيهم بآيةٍ من الله تثبت لهم صدقه؛ فأخرج لهم بإذن الله ناقةً من الصخر، فلمّا رأى قوم ثمود الناقة آمن قلّةٌ منهم مع صالح -عليه السّلام- واستمرّ البقيّة على كفرهم.[٢]
عاقبة ثمود
بعد أن أخرج صالح -عليه السلام- الناقة لثمود، حذّرهم من إيذائها، وأخبرهم أن يدعوا الناقة تشرب في يومٍ ويشربون هم في اليوم الذي يليه، كما جاء في قول الله تعالى: (قَالَ هَـذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ* وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ)،[٩] إلا أنّ ثمود خالفوا أمر صالح وقتلوا الناقة؛ فأخبرهم صالح أنّ عذاب الله سيحلّ بهم بعد ثلاثة أيامٍ، فجاءتهم صيحةٌ عاليةٌ ارتجّت لها الأرض، وأهلكتهم وأنجى الله تعالى نبيّه صالحًا -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين، قال الله تعالى: (فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ* وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ).[١٠][٢]
المراجع
- ↑ الصحاري، الأنساب، صفحة 33-34.
- ^ أ ب ت ث أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 93-100. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:73
- ↑ سورة الحجر، آية:80
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 130-132. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:74
- ↑ سورة الشعراء، آية:153
- ↑ سورة الشعراء، آية:155-156
- ↑ سورة هود، آية:66-67