من هم قوم ثمود؟

ثمود قبيلةٌ من قبائل العرب البائدة، ويرجع اسمها نسبةً إلى ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نبي الله نوح عليه السّلام، وكانت تقطن في بابل بالعراق قديمًا، ثمّ انتقلوا إلى موضع الحجر في منطقة الحجاز على أرجح الأقوال، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم باسمهم ثمود في سبعةٍ وعشرين موضعًا، وذكروا مرّةً واحدةً باسم أصحاب الحجر،[١] وكان قوم ثمود يتمتّعون بالقوّة وكثرة العدد، وقد من الله تعالى عليهم بأن ملّكهم القوّة والقدرة على نحت وبناء بيوتهم في الصخر وكانوا مَهرةً في ذلك ورزقهم علاوةً على ذلك بساتين مثمرةً ذات عيون، كما جاء في قوله تعالى: "أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ* فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ* وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ"،[٢] وكان ثمود عبدةً للأصنام، فبعث الله تعالى فيهم نبيّه صالحًا -عليه الصّلاة والسّلام- ليدعوهم إلى توحيد الله تعالى وترك عبادة الأصنام؛ فآمن منهم طائفةٌ وصدّقوا صالحًا وكفر أكثرهم،[٣][٤] ووصف القرآن الكريم الذين كفروا من قوم صالح بالمستكبرين قال الله تعالى: "قالَ المَلَأُ الَّذينَ استَكبَروا مِن قَومِهِ لِلَّذينَ استُضعِفوا لِمَن آمَنَ مِنهُم أَتَعلَمونَ أَنَّ صالِحًا مُرسَلٌ مِن رَبِّهِ قالوا إِنّا بِما أُرسِلَ بِهِ مُؤمِنونَ".[٥]


عاقبة قوم ثمود

استكبر أكثر قوم ثمود ولم يستجيبوا لدعوة صالح -عليه السّلام- وكذّبوه، وطالبوه بأن يأتي بآيةٍ دالّةٍ على صدقه إن كان نبيًّا بحقٍّ حتّى يؤمنوا به؛ فكان أن انبثقت بأمر الله تعالى ناقةٌ من الصخر، وأمرهم صالحٌ -عليه السّلام- بألّا يؤذوها كما في قول الله تعالى: "هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَليمٌ"،[٦] لكنّهم خالفوا الأمر؛ فقتلوا الناقة وتآمروا على قتل صالح عليه السّلام، إلّا أنّ الله تعالى نجّاه وأرسل على ثمود صيحةً زلزلتهم وزعزعتهم وأودت بهم إلى الهلاك؛ كما جاء في قول الله تعالى وصفًا لفعلهم وعقابهم: "فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَعَتَوا عَن أَمرِ رَبِّهِم وَقالوا يا صالِحُ ائتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ المُرسَلينَ* فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحوا في دارِهِم جاثِمينَ".[٧][٨][٩]


صالح نبيّ ثمود

اختار الله تعالى لقوم ثمود نبيّه صالح عليه السّلام، قال تعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ"،[١٠] من الأنبياء العرب ويرجع نسبه إلى نوحٍ عليه السّلام؛ فهو صالح بن عبيد بن أنيف ابن ماشخ بن عبيد بن جائر بن ثَمُود بن عابر بن إرم بن سام ابن نوح، ومن النّسّابين من قال هو صالح ابن آسف،[١١][١٢] وقيل إنّ صالحًا أول من تسمّى بهذا الاسم، وكان -عليه السّلام- معروفًا بين قومه ثمود بالصدق والرشد وحبّ الخير، إلّا أنّهم حين دعاهم إلى الإيمان بالله تعالى وتوحيده انقلبوا عليه وكذبوه، جاء في قول الله تعالى على لسان ثمود: "قالوا يا صالِحُ قَد كُنتَ فينا مَرجُوًّا قَبلَ هـذا أَتَنهانا أَن نَعبُدَ ما يَعبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفي شَكٍّ مِمّا تَدعونا إِلَيهِ مُريبٍ".[١٣][١٤]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 32. بتصرّف.
  2. سورة الشعراء، آية:146-149
  3. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 150-152. بتصرّف.
  4. سعد المرصفي، الجامع الصحيح للسيرة النبوية، صفحة 358-359. بتصرّف.
  5. سورة الأعراف، آية:75
  6. سورة الأعراف، آية:73
  7. سورة الأعراف، آية:77-78
  8. أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، صفحة 544-545. بتصرّف.
  9. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 145. بتصرّف.
  10. سورة النمل، آية:45
  11. الصحاري، الأنساب، صفحة 33. بتصرّف.
  12. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 188. بتصرّف.
  13. سورة هود، آية:62
  14. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 93. بتصرّف.