صفات النبي إبراهيم

وصف الله -تعالى- نبيّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بعددٍ من الصفات والخصال الحسنة، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً)،[١] فصفة الأمّة تعني أنّ إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- كان إماماً جامعاً لخصال الخير والبرّ يُقتدى به في جميع أفعاله وأقواله، وآتياً بيان صفاته وخصاله التي جعلت منه أمّةً:[٢][٣][٤]


قانت حنيف شكور

يُراد بوصف إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بأنّه كان قانتاً؛ أي كثير الخشوع والطاعة لربّه -عزّ وجلّ-، وكان أيضاً حنيفاً شكوراً؛ أي أنّه كان موّحداً لربّه -عزّ وجلّ-، منحرفاً عن الشرك به إلى توحيده -سبحانه-، وشاكراً حامداً له على نعمة التوحيد، ولذلك فقد اجتباه؛ أيّ خصّه بأن جعله من أفضل عباده، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّـهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ*شاكِرًا لِأَنعُمِهِ اجتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ*وَآتَيناهُ فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحينَ*ثُمَّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتَّبِع مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ)،[٥] ويُراد بالتوحيد الاعتقاد يقيناً جازماً أنّ الله وحده الخالق المدبّر وربّ كلّ شيءٍ، وأنّه وحده مَن يستحق العبادة، وأنّه متصفٌ بكلّ صفات الكمال ومنزّهٌ عن كلّ نقصٍ وعيبٍ.[٢][٣]


حليم أوّاه منيب

كان إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- حليماً؛ أي صاحب رحمةٍ، ويصفح عمّن أساء إليه، ويقابل الإساءة بالإحسان، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ)،[٦] وكان أوّاهاً؛ أي أنّه كان مداوماً على ذكر الله ودعائه واستغفاره والتضرّع إليه، وكان منيباً؛ أي كثير الرجوع إلى الله -تعالى- والإقبال عليه ومحبّته وحده دون سواه.[٢]


صبور

إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أحد أولي العزم من الرسل الذين قال الله -تعالى- فيهم: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)،[٧] وأولي العزم هم المذكورون في قوله -تعالى-: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ).[٨][٢]


مطمئن في عبادته

يسير المؤمن في حياته مطمئناً متيقناً في قلبه مؤمناً إيماناً لا شكّ فيه بربّه، قال الله -تعالى- عن نبيّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).[٩][٣]


صادق وفيّ كريم

عُرف إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بصدقه ووفائه وكرمه، أمّا عن صدقه فقد ظهر جليّاً في دعوته لأبيه إلى توحيد الله وعدم الإشراك به، قال -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا)،[١٠] وظهر وفاؤه أيضاً بأخذه العهد والميثاق على إقامة الدِّين وتبليغ الرسالة وكلّ أمرٍ كلّفه الله به، قال -عزّ وجلّ-: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)،[١١] فقد وفّى إبراهيم -عليه السلام- بوعده، وظهر كرمه بإكرام ضيوفه، فقد قدّم لهم عجلاً سميناً مشوياً، قال -تعالى-: (وَلَقَد جاءَت رُسُلُنا إِبراهيمَ بِالبُشرى قالوا سَلامًا قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنيذٍ)،[١٢] وبذلك ظهر كرمه إبراهيم -عليه السلام-.[٣]

المراجع

  1. سورة النحل، آية:120
  2. ^ أ ب ت ث محمد صالح المنجد (23/11/2009)، "صفات إبراهيم عليه السلام التي استحق من أجلها أن يكون خليل الرحمن"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث حسام العيسوي إبراهيم (23/1/2013)، "الصفات التي اتصف بها إبراهيم الخليل -عليه السلام-"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2021. بتصرّف.
  4. "طريق الإسلام"، طريق الإسلام، 2014/4/4، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2021. بتصرّف.
  5. سورة النحل، آية:120-123
  6. سورة هود، آية:75
  7. سورة الأحقاف، آية:35
  8. سورة الشورى، آية:13
  9. سورة البقرة، آية:260
  10. سورة مريم، آية:41
  11. سورة النجم، آية:37
  12. سورة هود، آية:69