الوحي
يُعرف الوحي في اللغة بأنّه: صوت التكلّم الخفيّ، وما يُلقى إلى الغير ليَعلَمه،[١] وكذلك يطلق الوحي في اللغة على الإشارة السريعة التي تكون بالرمز والتعريض؛ كما كان في قصّة زكريا -عليه السّلام- من قول الله -تعالى-: (فَخَرَجَ عَلى قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحى إِلَيهِم أَن سَبِّحوا بُكرَةً وَعَشِيًّا)،[٢] وهو بمعناه اللغويّ وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ؛ وهو ما أنزله الله -تعالى- على أنبيائه وما عرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم، وقيل هو عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة.[٣][٤]
أنواع وحي الله إلى أنبيائه
الرؤيا الصادقة
الرؤيا الصادقة أوّل مرتبةٍ من مراتب الوحي؛ فقد كان أوّل ما بدئ به النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- من الوحي: الرؤيا الصّادقة، كما روت عائشة -رضي الله عنها-: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ)،[٥] وقد أوحى الله -تعالى- إلى عددٍ من أنبيائه بواسطة الرؤيا الصادقة، ومن ذلك:[٦]
- رؤيا النبيّ محمد لفتح مكّة: فقد رأى النبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه يدخل مكّةً المكرّمة فاتحاً، وقد صدقت رؤياه، كما جاء في قوله -تعالى-: (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ).[٧]
- رؤيا إبراهيم عليه السّلام: حين رأى في المنام أنّه يذبح ابنه إسماعيل، قال -تعالى-: (يا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ).[٨]
- رؤيا يوسف عليه السّلام: وتمثّلت رؤيا يوسف في قوله -تعالى-: (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ)،[٩] وتحقّقت رؤياه بسجود إخوته وأبويه له انحناء تكريمٍ وإجلال، قال -تعالى- على لسان يوسف: (رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَى العَرشِ وَخَرّوا لَهُ سُجَّدًا وَقالَ يا أَبَتِ هـذا تَأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبّي حَقًّا).[١٠][١١]
التكليم
إنّ من صور الوحي وأنواعه كلام الله -تعالى- لبعض أنبيائه، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ)،[١٢] ومن الأنبياء الذين كلّمهم الله -تعالى-: موسى -عليه السّلام-، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)،[١٣] وقوله -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[١٤][٦]
جبريل عليه السّلام
فمن أنواع الوحي أن يرسل الله -تعالى- إلى أحد أنبيائه جبريل -عليه السّلام-، وهو أمين الوحي، ويُعرف هذا الوحي بالوحي الجليّ، وكان إيحاء الله -تعالى- بالقرآن الكريم كلّه للنبيّ محمّدٍ -عليه الصّلاة والسّلام- بواسطة جبريل -عليه السّلام-، ومن ذلك قول الله -تعالى-: (قُل نَزَّلَهُ روحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذينَ آمَنوا وَهُدًى وَبُشرى لِلمُسلِمينَ)،[١٥] وقوله -تعالى-: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ).[١٦][٦]
الإلهام
ويكون الإلهام قذفاً في روع النبيّ؛ أي في قلبه وخَلَده، يعلمه بشيءٍ علماً ضروريًّا قاطعاً لا شكّ فيه، وحصل ذلك للنبيّ محمّدٍ.[٦]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى وحي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 19/08/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:11
- ↑ مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 16-17. بتصرّف.
- ↑ محمد رشيد رضا، الوحي المحمّدي، صفحة 25-26. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4956، صحيح.
- ^ أ ب ت ث فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 178-184. بتصرّف.
- ↑ سورة الفتح، آية:27
- ↑ سورة الصافات، آية:102
- ↑ سورة يوسف، آية:4
- ↑ سورة يوسف، آية:100
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 70. بتصرّف.
- ↑ سورة الشورى، آية:51
- ↑ سورة الأعراف، آية:143
- ↑ سورة النساء، آية:164
- ↑ سورة النحل، آية:102
- ↑ سورة الشعراء، آية:192-194