رضاعة النبي محمد

رضع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أوّل ولادته من أمّه آمنة بنت وهب، ثمّ رضع من ثويبة الأسلميّة جارية أبي لهبٍ وقد أعتقها حينما بشّرته بولادة محمدٍ، ثمّ أخذته حليمة السعدية لتُرضعه فكانت أكثر إرضاعاً له، إذ كانت العادة عند العرب إرسال مواليدهم إلى مرضعاتٍ في قبائل أخرى في البادية لإرضاعه؛ لأنّ ذلك أنجب وأفصح للولد،[١] وقد ذكرت حليمة السعدية ما حلّ لها من البركة والفضل بسبب إرضاعها للنبيّ، وبقيَ عندها إلى حين وقوع حادثة شقّ الصدر له الثابتة في الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ).[٢][٣]


كم عدد إخوة النبي من الرضاعة؟

للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- خمسة إخوةٍ من الرضاعة؛ ثلاثةٌ من الذكور وأختين، وفيما يأتي ذكر شيءٍ من أخبارهم:[٤][٥]


حمزة بن عبدالمطلب

وهو عمّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وقد رضعا معاً من ثويبة التي كانت جاريةً لأبي لهبٍ وكان النبيّ قد رَضِع منها قبل أن يرضع من حليمة السعدية، وممّا يدلّ على أنّ حمزة أخ النبيّ من الرضاعة ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بنْتِ حَمْزَةَ: لا تَحِلُّ لِي، يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ ما يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ، هي بنْتُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ).[٦][٤][٥]


أبو سلمة

هو عبدالله بن عبد الأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، من السابقين إلى الإسلام فقد شَهِد غزوة بدرٍ، رَضع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع أبي سلمة من ثويبة جارية أبي لهبٍ، والدليل على أنّه أخوه من الرضاعة ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أم حبيبة أم المؤمنين: (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتي بنْتَ أبِي سُفْيَانَ، قالَ: وتُحِبِّينَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لكَ بمُخْلِيَةٍ، وأَحَبُّ مَن شَارَكَنِي في خَيْرٍ أُخْتِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ ذَلِكِ لا يَحِلُّ لِي، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ إنَّا لَنَتَحَدَّثُ أنَّكَ تُرِيدُ أنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بنْتَ أبِي سَلَمَةَ، قالَ: بنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فَوَاللَّهِ لو لَمْ تَكُنْ في حَجْرِي ما حَلَّتْ لِي، إنَّهَا لَابْنَةُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أرْضَعَتْنِي وأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فلا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ ولَا أخَوَاتِكُنَّ).[٧][٤][٥]


الشيماء

وهي الشيماء بنت الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة، واسمها خِذَامة أو حُذافة، والبعض يقول: جِدَامة، وقد رَضِع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أمّها حليمة السعديّة.[٤][٥]


عبدالله بن الحارث

وهو ابن حليمة السعدية، أي أنّه أخ النبيّ -صلّى الله عليه سلّم- بالرضاعة من حليمة، وأبوه هو: الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة السعديّ.[٤][٥]


أنيسة بنت الحارث

وهي أخت النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالرضاعة من أمّها حليمة السعديّة.[٤][٥]


المراجع

  1. محمد رضا، محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 23. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، صحيح.
  3. "رضاعة النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، 9/12/2012، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح محمد سعد عبد الدايم (2014/12/10)، "إخوة الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح أ. صالح بن أحمد الشامي (13/2/2017)، "إخوة النبي من الرضاعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2645، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5107، صحيح.