كم عدد أبناء النبي إبراهيم؟

رُزق نبيّ الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بابنَيه إسماعيل وإسحاق -عليهما الصلاة والسلام- بعد أن حُرم من الذرية فترة من الزمن، وآتياً ذكر قصة رزقه بهما:[١]


إسماعيل عليه السلام

وُلد إسماعيل لإبراهيم -عليهما الصلاة والسلام- من زوجته هاجر، وجُعل من إسماعيل نسل العرب، ومنه أيضاً محمد -صلّى الله عليه وسلّم- خاتم الأنبياء والرسل -عليهم السلام-،[٢] وقد رُزق به بعد أن قدّمت له زوجته سارة جاريتها هاجر لتلد له بعد أن أحسّت سارة أنّ إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- قد أدركه الكبر ولم تلد له، فطلبت منه أن يتزوّج هاجر، فرُزق منها بإسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، إلّا أنّ الغيرة اشتعلت في قلب سارة رغم أنّها هي مَن طلبت من إبراهيم الزواج من هاجر، فألحّت على إبراهيم أن يذهب بهاجر وولدها إسماعيل إلى مكانٍ بعيدٍ، فأوحى إليه الله -تعالى- أن يستجيب لطلب زوجته سارة، فذهب بهاجر وابنها إلى حيث يأمره الله، إلى أن أسكنها وابنها في مكة، وتركهما في ذلك المكان بأمرٍ من الله ولم يكن معهما إلّا القليل من الطعام والشراب، وتعلّقت هاجر بزوجها ترجوه ألّا يتركها وابنها الرضيع، فأخبرها أنّه أمرٌ من الله -تعالى-، وأنّه لن يضيّع عباده، ثمّ توجّه إلى ربّه قائلاً: (رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ)،[٣] وأخذت هاجر تجري بين الصفا والمروة سبع مراتٍ بعد أن نفد الطعام والشراب باحثةً عمّا يسدّ جوع صغيرها، فأنجز الله -تعالى- وعده وفجّر الماء بين قدمي رضيعها.[٤]


إسحاق عليه السلام

رزق الله -تعالى- نبيّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بولده إسحاق من زوجته سارة، ووُلد من إسحاق يعقوب المسمّى بإسرائيل، وبنو إسرائيل هم ذريته،[٢] ذلك بعد أن بعث الله -تعالى- الملائكة إلى إبراهيم وزوجته سارة تبشّرهما بإسحاق ومن بعده يعقوب، قال -تعالى-: (وَلَقَد جاءَت رُسُلُنا إِبراهيمَ بِالبُشرى قالوا سَلامًا قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنيذٍ*فَلَمّا رَأى أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَأَوجَسَ مِنهُم خيفَةً قالوا لا تَخَف إِنّا أُرسِلنا إِلى قَومِ لوطٍ*وَامرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَت فَبَشَّرناها بِإِسحاقَ وَمِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقوبَ)،[٥] فقد دخلت الملائكة على إبراهيم -عليه السلام- على صورة ضيوفٍ، فلم يعلم أنّهم ملائكة، فقدّم لهم عجلاً مشوياً اعتقاداً منه أنّهم بشر يأكلون ويشربون، فلم يأكلوا منه، فخاف إبراهيم -عليه السلام-، ثمّ أخبروه أنّهم ملائكة أرسلهم الله -تعالى-، ثمّ بشّروا زوجته سارة بإسحاق وولده يعقوب، فتعجّبت من ذلك وهي عجوزٌ عقيمٌ، فذكروا لها قدرة الله -تعالى-، قال -عزّ وجلّ-: (قالَت يا وَيلَتى أَأَلِدُ وَأَنا عَجوزٌ وَهـذا بَعلي شَيخًا إِنَّ هـذا لَشَيءٌ عَجيبٌ*قالوا أَتَعجَبينَ مِن أَمرِ اللَّـهِ رَحمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ)،[٦] فالله -تعالى- لا يعجزه شيءٌ.[٧]

المراجع

  1. د. حسام الدين السامرائي (10/1/2017)، "الأَبويَّة في حياة إبراهيم عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 109. بتصرّف.
  3. سورة إبراهيم، آية:37
  4. أ. د. عبدالحليم عويس (24/12/2015)، "قصة إسماعيل عليه السلام (للأطفال)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2021. بتصرّف.
  5. سورة هود، آية:69-71
  6. سورة هود، آية:72-73
  7. "إن إبراهيم كان أمة - (9) ضيف إبراهيم، والبشرى بإسحاق"، طريق الإسلام، 2014/4/4، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2021. بتصرّف.