أين يقع بئر سيدنا يوسف؟
تعددت أقوال أهل السير والتأريخ في مكان بئر يوسف -عليه السلام-؛ فمنهم من قال إنّها تقع في بيت المقدس، ومنها من قال إنّّها تقع في طبريّة بالقرب من الأردن، وقيل بذات أرض الأردن، كما قيل غير ذلك من الأماكن والمدن، ويمكن بيان هذه الأقوال على النحو الآتي:
- يقع بالقرب من مقام أبيه النبي يعقوب -عليه السلام- على نحو ثلاثة فراسخ، وهذا في أرض كنعان بالقرب من الأردن.[١]
- يقع بين مصر ومديرين، في أرض الأردن.[١]
- يقع بيت المقدس، وهو ذات بئر بيت المقدس.[١]
- يقع بالقرب من مدينة طبرية، وبين البئر وطبرية ستة أميال.[٢]
- يقع في مدينة طبرية، بالقرب من الأردن.[٣]
- يقع في طريق القدس عند بلد يقال له "سنجيل".[٤]
- يقع في إحدى نواحي بيت المقدس، تجاه طبرية.[٥]
ذكر بئر يوسف في القرآن الكريم
تعبير القرآن الكريم
ذكر القرآن الكريم بئر يوسف -عليه السلام- بلفظ الجبّ مرتين في سورة يوسف، قال -تعالى- في الموضع الأول: (... لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ غَيَابَتِ الْجُبِّ...)؛[٦] وقال -تعالى- في الموضع الثاني: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ...).[٧][٨]
وقد قُرن لفظ الجبّ بوصف "غيابت"؛ للدلالة على عمق البئر وظلمته، فنهاية البئر العميقة تكون مغيّبةً عن عين الناظر، فيُقال عن قعره وآخره غيابت، وأمّا المقصود بالجبّ فهو البئر الذي يحوي الماء، فالبئر قد تكون للماء، وقد لا تكون بدليل قوله -سبحانه-: (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ).[٩][١٠]
سبب ذكر الجب
جاء ذكر الجبّ في سياق الحديث عن المكر الذي مكره إخوة يوسف -عليه السلام- للتخلص منه، ونيل اهتمام والدهم يعقوب -عليه السلام-، وقد اقترح أحد إخوته -عليه السلام- أن يُلقى في بئر بعيدة دون أن يتسببوا بقتله، ودون أن يرموه في الصحراء القاحلة ليموت من الجوع والحرّ؛ فكان هذا الاقتراح وسطاً بين تلك الخيارات الماكرة، وقد زيّن لهم الشيطان أفعالهم، وسوّل لهم أنّهم يستطيعون التوبة إلى الله -تعالى- بعد عملهم هذا.[١١]
قال -سبحانه وتعالى- في ذلك: (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ* قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ).[١٢][١١]
ولمّا حصل مكرهم وألقوه في البئر أنجاه الله -تعالى- بعظيم قدرته وحسن تدبيره، إذ أرسل إليه قافلة من التجار يبغون الماء، فلمّا ألقوا الدلاء تشبث بها يوسف -عليه السلام- وخرج من هذه البئر المظلمة الموحشة، وقد أخذه أصحاب القافلة وباعوه في السوق بثمن زهيد دراهم معدودة؛ قال -تعالى- في وصف هذه الأحداث: (وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ).[١٣][١١]
المراجع
- ^ أ ب ت الألوسي، شهاب الدين، تفسير الألوسي روح المعاني، صفحة 388، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ المهلبي، الحسن بن أحمد، المسالك والممالك للمهلبي، صفحة 95. بتصرّف.
- ↑ إسحاق بن الحسين المنجم، آكام المرجان فى ذكر المدائن المشهورة فى كل مكان، صفحة 60. بتصرّف.
- ↑ الهروي، أبو الحسن، الاشارات الى معرفة الزيارات، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ الجلال السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 509، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:9
- ↑ سورة يوسف، آية:15
- ↑ ـ جُبّ "البئر والجب"، بيان الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2023. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:45
- ↑ فاضل صالح السامرائي، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، صفحة 1075. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 194-197. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:9-10
- ↑ سورة يوسف، آية:19