أبناء سيدنا يوسف عليه السلام
لم يثبت في نصوص القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أنّ النبي يوسف -عليه السلام- قد تزوّج وله أبناء، ولم تنفِ النصوص ذلك أيضاً، ولكن ذُكِر في بعض الروايات وكتب أهل العلم أنّ يوسف -عليه السلام- له ابنان وابنة، إذْ ذكَر ابن كثير وابن إسحق -رحمهما الله- أنّ النبي يوسف -عليه السلام- قد تزوّج من امرأةٍ تُدعى راعيل، وكان لقبها زليخا، فولدت له من الأبناء: أفرائيم بن يوسف، وميشا بن يوسف.[١]
ويُقال إن أفرائيم هو جدّ يوشع بن نون، وهو فتى النبي موسى -عليه السلام-، ووُلِد لمنشا موسى بن منشا،[٢] وهو غير النبي موسى -عليه السلام-،[٣] ويُقال أيضاً إنّ النبي يوسف -عليه السلام- وُلِدت له ابنة أسماها رحمة، وقيل: هي ذاتها زوجة النبي أيوب -عليه السلام-،[٤] والله -تعالى- أعلم.
زوجات سيدنا يوسف عليه السلام
أوضحنا سابقاً أن النصوص الشرعية الثابتة لم تذكر أو تنفي شيئاً عن زواج النبي يوسف -عليه السلام-، وما ورد من الأخبار في ذلك هي روايات ذكرها بعض أهل العلم في كتبهم، وغالبها من أهل الكتاب، وفيما يتعلّق بزوجات النبي يوسف -عليه السلام- فقد ذكر أهل التفسير والتاريخ أنّه تزوّج بعد خروجه من السجن، وكان عمره حينئذ ثلاثين سنة، واستلم الوزارة في مصر، وممّن ذكر ذلك:
- ابن كثير: فقد قال في كتبه قصص الأنبياء: "قَالُوا: وَكَانَ يُوسُفُ إِذْ ذَاكَ ابْنَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَزَوْجُهُ امْرَأَةً عَظِيمَةَ الشَّأْنِ".[٥]
- ابن عاشور: فقد قال في تفسير التحرير والتنوير: "... قَرَّبَهُ الْمَلِكُ إِلَيْهِ زُلْفَى، وَأَوْلَاهُ عَلَى جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ، وَهُوَ لَقَبُ الْعَزِيزِ...، وَزَوَّجَهُ (أَسْنَات) بِنْتَ أَحَدِ الْكَهَنَةِ وَعُمُرُهُ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُونَ سَنَةً".[٦]
كيفية التعامل مع هذه الأخبار
إنّ الأخبار التي تمّ ذكرها سابقاً لا يُعرف لها سندٌ متَّصلٌ أو دليلٌ صحيح، وهي من القصص التاريخية القديمة، وأغلبها مأخوذٌ من روايات أهل الكتاب، وفي هذه الحالة يكون منهج تعامل المسلم معها أن لا يُصدّقها ولا يُكذّبها، لأنّها لا تُخالف أمراً في الشريعة، وإنّما يذكرها أهل العلم على سبيل الحكاية، ولكن لا يعلم بحقيقة ذلك وصحّته إلا الله -عز وجل-.[٧]
كما أنّ الانشغال في هذه التفاصيل لا ينبني عليه أمرٌ مهمٌ أو عملٌ أو حكمٌ شرعي، ولو كان في ذلك فائدةً شرعيَّةً لَبيَّنها الله -تعالى- في كتابه أو ذكرها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ولكن لم يتمّ الوقوف على هذه التفاصيل،[٧] حتى أنّ غالب المفسّرين عندما ذكروا هذه الحكايات لم يثبتوها.
ولذلك قال ابن كثير -رحمه الله- عنها: "وَأَكْثَرُ أَقْوَالِ الْمُفَسِّرِينَ هَاهُنَا مُتَلَقًّى مِنْ كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَالْإِعْرَاضُ عَنْهُ أَوْلَى بِنَا"،[٨] وكذلك القرطبي -رحمه الله- بعد أنْ ذكر قصة زواج النبي يوسف -عليه السلام- عقّب على ذلك فقال: "فالله أعلم".[٩]
المراجع
- ↑ "هل تزوج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز في آخر الأمر؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2023. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة، المعارف، صفحة 41، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أبو جعفر ابن جرير الطبري، تاريخ الطبري، صفحة 364، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مكي بن أبي طالب، الهداية الى بلوغ النهاية، صفحة 3585، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 484، جزء 1.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 206، جزء 12.
- ^ أ ب "هل تزوج نبي الله يوسف عليه السلام؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2023. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 321، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ "هل تزوج يوسف امرأة العزيز"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2023. بتصرّف.