كم عاش النبي إبراهيم؟

قيل أن نبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- عاش من العمر مائة وخمسة وسبعين عاماً، وقيل مائة وخمسة وتسعين عاماً، وقيل مائة وعشرين عاماً،[١] وقد قيل أنه عاش ما يقارب مائتي عام كما ذكر ابن الكلبي.[٢]


مولد النبي إبراهيم

وُلد نبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في منطقة بابل في العراق، وهي أرض الكلدانيين، وقيل في حرّان ثم نقله أبوه إلى بابل، وقيل في الغوطة في دمشق، وقيل في السوس من أرض الأهواز، وقيل في كُوثا مكان محلّة بالكوفة،[٣][٤] وقيل في كَسكر ثم نقله أبوه إلى كوثا، وقيل بين الكوفة والبصرة، إلا أن المشهور عند أهل السير والتواريخ أنه ولد ببابل، وكان مولده -عليه الصلاة والسلام- في زمن النمرود، وهو ملك جبار كافر، وحاكم ظالم مستبد.[٥]


وقد قيل أن المنجّمون والكهّان قالوا للنمرود أننا نجد في علومنا أنَّ غلاماً يولد في قريتك يقال له إبراهيم، يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا، فلما دخلت السنة المذكورة بعث وراء كل امرأة حبلى في قريته، وقام بحبسهنّ، إلا أم سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، فلم يُعلم بحبلها لأنها كانت جارية، فأمر بذبح كل غلام وُلد في ذلك الشهر من تلك السنة، ويقيت أمُّ إبراهيم تخفي حبلها إلى حين ولادتها، فلما أتاها الطلق خرجت إلى مغارة قريبة منها، فولدته فيها.[٦]


نبوة النبي إبراهيم وحياته

اختصّ الله -عزّ وجلّ- إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وجعله نبياً مرسلاً، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، فقال -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)،[٧] حيث نشأ -عليه الصلاة والسلام- في بيئة وثنية، تقدّس الأصنام وتعبدها، وقيل أنهم كانوا يعبدون الشمس والقمر والكواكب، وكان إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- كغيره من الأنبياء مؤمنًا عارفًا بربه، معتقداً عقيدة التوحيد، فقد رباه الله -عزّ وجلّّ- وأكرمه بفضائل وصفات حميدة، -قال تعالى-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).[٨][٩]


قام إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان التي لا تنفع ولا تضر، وأراد أن يبين لقومه أنّ عبادة الأصنام والكواكب باطلة، وأنها لا تصلح للعبادة، وأراد أن يحرّر عقولهم من عبادة الأصنام ويخلصهم من الخرافات، فكان أول من ابتدأ به في دعوته إلى عبادة الله والده، إذ إنه كان ممن يعبد الأصنام، فتلطف معه في دعوته، ودعاه وإلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، وبيَّن له بطلان ما هو عليه من عبادة الأوثان التي لا تسمع ولا تبصر، ولكن أباه لم يستجب له بل هدده بالرجم والهجر، فما كان من إبراهيم -عليه السلام- إلا تركه.[١٠]


وقام بدعوة قومه بأسلوب المناظرة والمحاججة، إلا أنهم أصروا على كفرهم وتمسكوا بمعتقداتهم، فأراد -عليه الصلاة والسلام- أن يبيّن لهم بالبرهان العملي، ويثبت عجز الأصنام عملياً، فقام بتكسير أصنامهم، إلا كبيرهم، لعلهم يسألونه عمن فعل ذلك، فلما اعترفوا بضعف أصنامهم، قاموا باستخدام القوة، وألقوه في النار، فجعلها الله برداً وسلاماً عليه، وأبطل كيدهم، ثم أمره الله -تعالى- بالهجرة إلى بيت المقدس في فلسطين في بلاد الشام.[١١]


المراجع

  1. العماد الأصبهاني الكاتب، البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، صفحة 64. بتصرّف.
  2. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 250. بتصرّف.
  3. الطبري، تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك، صفحة 233. بتصرّف.
  4. ابن كثير ، البداية والنهاية، صفحة 325. بتصرّف.
  5. سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 367. بتصرّف.
  6. سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 365-366. بتصرّف.
  7. سورة مريم، آية:41
  8. سورة النحل، آية:120-121
  9. عثمان الخميس، فبهداهم اقتده، صفحة 1112-16. بتصرّف.
  10. عثمان الخميس، فبهداهم اقتده، صفحة 117-119. بتصرّف.
  11. "إبراهيم عليه السلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2022. بتصرّف.