قوم ثمود

هي إحدى القبائل المشهورة من العرب العاربة، وسُمّيت ثمود نسبةً إلى جدّهم ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نبي الله نوح -عليه السّلام-، وقد سكنوا منطقة الحجر، وقال الله -تعالى- فيهم: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ)،[١] واختُلف في تحديد منطقة الحجر التي سكنها ثمود، والراجح أنّها في الحجاز، وقد ورد ذكر اسم ثمود في القرآن الكريم سبعةً وعشرين مرّةً، وكان مجيء ثمود بعد قوم عاد، وعبدوا الأصنام؛ فأرسل الله -تعالى- لهم نبيّه صالح -عليه السّلام- كما جاء في قوله -تعالى-: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا)،[٢][٣][٤] وتاليًا تفصيلٌ عن النبيّ صالح -عليه السّلام-.


نبيّ قوم ثمود صالح عليه السّلام

هو نبيّ الله صالح بن عُبَيد بن أسِف بن ماسح بن عُبَيد بن حادر بن ثمود بن حام بن إرَم بن سام، أرسله الله -تعالى- إلى بني عمّه ثمود، وكانت بعثته بالنبوّة قبل موسى وشعيب -عليهما السّلام-، وقد ورد ذكره في مواطن عدّةٍ من القرآن الكريم، منها قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ)،[٥] وقيل إنّ صالحاً أوّل من سُمّي بهذا الاسم، وكان -عليه السّلام- من أشرف قومه نسباً وأكرمهم خُلقاً؛ فعُرف بينهم بالأمانة والصدق وحب الخير والرّشد، لكنّ قومه انقلبوا عليه بعد أن جاءهم بالدعوة إلى توحيد الله -تعالى- وترك ما يعبدون من الأصنام؛ ودليل ذلك قولهم له: (قالوا يا صالِحُ قَد كُنتَ فينا مَرجُوًّا قَبلَ هـذا أَتَنهانا أَن نَعبُدَ ما يَعبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفي شَكٍّ مِمّا تَدعونا إِلَيهِ مُريبٍ)،[٦] وقيل إنّ صالح -عليه السّلام- عاش مئةً وثمانين سنةً، وممّا ورد كذلك أنّه انتقل إلى حرم الله وأقام فيه حتّى توفّي، وقيل إنّه عاش فترةً في مدينة الرملة في فلسطين ومات ودُفن فيها.[٧][٨][٩]


دعوة صالح عليه السّلام

لم يألوا صالح -عليه السّلام- جهداً في محاولة دعوة قومه إلى الإيمان بالله -تعالى- وتوحيده، وتذكير قومه بما منّ الله -تعالى- به عليهم من نِعمٍ من البساتين والزروع والقدرة على نحت القصور والبيوت في صخور الجبال، كما جاء في قوله -تعالى-: (أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ* فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ* وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ* فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ)،[١٠] لكنّ ثمود لم يستجيبوا لدعوة صالح واتّهموه تارةً بالسِّحر وتارةً بالكذب، وطالبوه بآيةٍ أو برهانٍ دالٍّ على صدق دعوته، فسألوه أن يطلب من الله -تعالى- إخراج ناقةٍ لهم؛ فحقّق الله ذلك وأُخرجت الناقة من الصخرة، فآمن عددٌ من ثمود مع صالح وأصرّ البقيّة على كفرهم، وحذّرهم صالح -عليه السّلام- من المساس بالناقة أو إيذائها، لكنّهم قتلوها، فحلّ عليهم وعيد الله الذي توعّدهم إيّاه بعد ثلاثة أيّامٍ من عقرهم للناقة، وأنجى الله -تعالى- صالحاً ومن آمن معه، أمّا البقيّة فجاءتهم صيحةٌ شديدةٌ رُجّت لها الأرض، وماتوا جميعاً، قال الله -تعالى- في ثمود وعاقبتهم: (وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ* كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ).[١١][٩]


المراجع

  1. سورة الحجر، آية:80
  2. سورة الأعراف، آية:73
  3. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 150. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 32. بتصرّف.
  5. سورة النمل، آية:45
  6. سورة هود، آية:62
  7. العماد الأصبهاني، البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، صفحة 63. بتصرّف.
  8. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 188. بتصرّف.
  9. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 93-100. بتصرّف.
  10. سورة الشعراء، آية:146-150
  11. سورة هود، آية:67-68