سبب تسمية شعيب بخطيب الأنبياء

لقّب شُعيب -عليه الصلاة والسلام- بخطيب الأنبياء، وقد روى الحاكم عن محمد بن إسحاق قال: (وشُعيب بن ميكائيل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعثه الله نبياً فكان من خبره وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذا ذكره قال: ذاك خطيب الأنبياء لمراجعته قومه)،[١] وقد لقّب بذلك لما اشتُهر به من الفصاحة والبلاغة وحُسن الإقناع والتوجيه في دعوة قومه إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به شيئاً، وكان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقول عند ذكر شُعيب -عليه السلام-: (ذاك خطيب الأنبياء).[٢]


نبذةٌ عن شعيب عليه السلام

ذُكرت بعض الأخبار عن نبيّ الله شعيب -عليه الصلاة والسلام- في القرآن الكريم فيما يأتي بيانها:[٣][٤]

  • بعث الله -تعالى- نبيّه شُعيب -عليه السلام- إلى قوم مدين يدعوهم إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به شيئاً، وأداء حقوق العباد وعدم ظلمهم؛ إذ كانوا يبخسون الناس أشياءهم ويُنقصون من المكيال والميزان، قال -سبحانه-: (وَإِلى مَديَنَ أَخاهُم شُعَيبًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ وَلا تَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ إِنّي أَراكُم بِخَيرٍ وَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحيطٍ*وَيا قَومِ أَوفُوا المِكيالَ وَالميزانَ بِالقِسطِ وَلا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ*بَقِيَّتُ اللَّـهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنينَ وَما أَنا عَلَيكُم بِحَفيظٍ).[٥]
  • استهزئ الأكثر من قوم مدين بنبيّهم شعيب -عليه الصلاة والسلام- ولم يصدّقوه ولم يتّبعوه رغم تحذيره لهم من ذلك، قال -تعالى-: (قالوا يا شُعَيبُ أَصَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا أَو أَن نَفعَلَ في أَموالِنا ما نَشاءُ إِنَّكَ لَأَنتَ الحَليمُ الرَّشيدُ)،[٦] وآمن به وصدّقه عددٌ من أصحاب العقول الناضجة والتفكير السويّ رغم تهديد الكافرين لهم، وقد حذّر شعيب الكافرين من ذلك، قال -تعالى-: (وَلا تَقعُدوا بِكُلِّ صِراطٍ توعِدونَ وَتَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّـهِ مَن آمَنَ بِهِ وَتَبغونَها عِوَجًا وَاذكُروا إِذ كُنتُم قَليلًا فَكَثَّرَكُم وَانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدينَ*وَإِن كانَ طائِفَةٌ مِنكُم آمَنوا بِالَّذي أُرسِلتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَم يُؤمِنوا فَاصبِروا حَتّى يَحكُمَ اللَّـهُ بَينَنا وَهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ).[٧]
  • عاقب الله -تعالى- الكافرين من قوم شعيب -عليه السلام- جزاء كفرهم وعنادهم وعدم اتّباع نبيّهم، وبعد أن عزموا أمرهم على إخراج شُعيب ومَن آمن به من القرية إن استمرّوا في نشر دعوتهم، قال -تعالى-: (قالَ المَلَأُ الَّذينَ استَكبَروا مِن قَومِهِ لَنُخرِجَنَّكَ يا شُعَيبُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَكَ مِن قَريَتِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا قالَ أَوَلَو كُنّا كارِهينَ)،[٨] وكان عقابهم بالحرّ الشديد، فقد جاءهم يومٌ شديد الحرارة، ثمّ جاءت غمامةٌ أظلّتهم قبل أن تصبح لهيباً أحرقهم، وسمّي ذلك اليوم في القرآن بيوم الظُلّة، قال -تعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).[٩]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1690. بتصرّف.
  2. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 159. بتصرّف.
  3. د. محمد منير الجنباز (29/12/2020)، "شعيب عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
  4. صالح بن فوزان الفوزان (2006/12/1)، "قصة قوم شعيب عليه السلام"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
  5. سورة هود، آية:84-86
  6. سورة هود، آية:87
  7. سورة الأعراف، آية:86-87
  8. سورة الأعراف، آية:88
  9. سورة الشعراء، آية:189