إبراهيم عليه السلام

إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- خليل الله، فقد اتّخذه -سبحانه- خليلاً له؛ أي حبيباً، فالخلّة أعلى درجات ومنازل المحبّة، ولم ينالها عند الله إلّا إبراهيم ومحمد -عليهما الصلاة والسلام-، ولذلك أُمر المسلمون باتّباع إبراهيم والاقتداء به، قال -تعالى-: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ).[١][٢]


لماذا لقب إبراهيم بأبي الأنبياء؟

لُقّب نبي الله إبراهيم -عليه السلام- بأبي الأنبياء؛ لأنّ جميع الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم يرجع نسبهم إليه إلّا آدم وإدريس ونوح وهود ويونس ولوط وصالح -عليهم الصلاة والسلام-.[٣]


جانبٌ من حياة إبراهيم عليه السلام

برزت عدّة جوانب من حياة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- يُذكر من أبرزها:[٤]

  • جعل الله -تعالى- النبوّة والكتاب في ذريّة إبراهيم -عليه السلام-، فلم يبعث نبيّاً من بعده إلّا من نسله وذريته، فقد كان من الولد اثنان اصطفاهما الله بالنبوة؛ الأول: إسماعيل -عليه السلام- الذي انحدر من نسله محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم-، والثاني إسحاق -عليه السلام- الذي رُزق بيعقوب -عليه السلام- ويرجع إليه أنبياء بني إسرائيل جميعهم، وقد أشار الله -عزّ وجلّ- إلى ذلك في القرآن الكريم، إذ قال: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ*وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ*وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ*وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ*وَمِن آبائِهِم وَذُرِّيّاتِهِم وَإِخوانِهِم وَاجتَبَيناهُم وَهَدَيناهُم إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ).[٥]
  • أكرم الله -تعالى- نبيّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بالعديد من الفضائل والخصائص والصفات الحسنة، قال -سبحانه-: (إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّـهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ*شاكِرًا لِأَنعُمِهِ اجتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ*وَآتَيناهُ فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحينَ).[٦]
  • أرسل الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به وترك عبادة الأوثان التي لا تنفع ولا تضرّ، قال -عزّ وجلّ-: (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّـهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).[٧]
  • أصرّ قوم إبراهيم -عليه السلام- على تكذيب رسولهم وعبادة الأصنام والإشراك بالله، فأراد -عليه السلام- أن يُقيم عليهم الحُجّة فما كان منه إلّا أن كسر جميع الأصنام إلّا الكبير منهم في يومٍ غاب فيه القوم، فاتّهموا إبراهيم بذلك الفعل، فقال لهم إنّ كبيرهم مَن قام بذلك ليسألوه إن كان ينطق أو يسمع، فاعترفوا وأقرّوا بعجز الأصنام، وأرادوا الانتقام من إبراهيم فأوقدوا ناراً عظيمةً وألقوه فيها إلّا أنّها كانت برداً وسلاماً عليه بأمر الله القائل في كتابه: (قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ*وَأَرادوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرينَ).[٨]

المراجع

  1. سورة الحج، آية:78
  2. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (2/7/2018)، "فوائد من قصة نبي الله وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2021. بتصرّف.
  3. "الأنبياء الذين يرجع نسبهم إلى إبراهيم عليه السلام"، إسلام ويب، 30/12/2004، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2021. بتصرّف.
  4. محمد صالح المنجد (15-03-2001)، "إبراهيم عليه السلام"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2021. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية:83-87
  6. سورة النحل، آية:120-122
  7. سورة العنكبوت، آية:16-17
  8. سورة الأنبياء، آية:69-70