أنزل الله -سبحانه وتعالى- الكتب السماويّة على أنبيائه عليهم السلام، وجعل الإيمان بها ركنًا من أركان الإيمان، ومن الكتب السماويّة ما لم يرد ذكرها في القرآن الكريم؛ بدلالة قوله تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)،[١] وأمّا الكتب التي ذكرت في القرآن الكريم فهي: الزبور، والتوراة، والإنجيل، وصحف إبراهيم، وصحف موسى،[٢] وتاليًا حديثٌ عن صحف موسى -عليه السلام- وما قيل في عددها.
كم عدد الصحف التي أنزلت على موسى؟
لم تصح روايةٌ أو حديثٌ في عدد الصحف التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام،[٣] ولم يأتِ القرآن الكريم إلا على ذكر اسمها دون بيانٍ لعددها، ومن ذلك قول الله تعالى: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى)،[٤] وقوله تعالى في سورة الأعلى: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)،[٥] وممّا يُروى على سبيل الظنّ؛ لعدم وجود رواياتٍ متيقّنةٍ أنّ هذه الصُحف قد اشتملت على المواعظ، ومكارمِ الأخلاق والحث على التحلي بها، واجتناب سيئ الصفات والأمر بالبُعد عنها وعدم مقارفتها.[٦]
التوراة
التوراة إحدى الكتب السماويّة التي نزلت على موسى عليه السلام، وفيها حُكم الله تعالى، قرأها موسى -عليه السلام- على قومه من بني إسرائيل، وحَكَم بها هو وأخوه هارون عليه السلام، وقد اشتملت التوراة على الدعوة إلى التوحيد، والأخلاق الفاضلة؛ كالدعوة إلى بر الوالدين وطاعتهما، ومخاطبة الناس بخطابٍ حَسنٍ ولينٍ، كما اشتملت التوراة على نبوءاتٍ صريحةٍ عن نبيّ آخر الزمان محمد عليه الصلاة والسلام، قال الله -عزّ وجلّ- عن التوراة: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ).[٧][٨]
منزلة موسى -عليه السلام-
اختص الله نبيه موسى -عليه السلام- بمنزلةٍ عظيمة؛ فهو أحد أولي العزم من الرُّسل، وقد ميّزه الله تعالى على الناس في زمانه؛ فاصطفاه من بينهم للنبوة، قال تعالى: (قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ)،[٩] وقد كانت له المكانة والمنزلة العظيمة، كما جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا)،[١٠] وقد اصطفاه ربنا -عزّ وجلّ- من بين الرُّسل؛ بأنْ كلّمه فصار كليم الله، قال تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)،[١١] وكان موسى -عليه السلام- كثير العلم والحِكمة، قال تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)،[١٢] وقد بلّغ رسالات ربّه، ونصح قومه، وصبر على دعوتهم وأذيتهم له، وأيّد الله تعالى نبيّه موسى -عليه السلام- كسائر الأنبياء بمعجزاتٍ عدّةٍ، منها: إبطال سِحرسَحرة فرعون حين جعل من عصاه حيّةً تسعى، وابتلعت كلّ ما صنع السحرة.[١٣]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:213
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
- ↑ إسلام ويب (12/5/2003)، "هل عدد الكتب السماوية مائة كتاب وأربعة كتب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النجم، آية:36
- ↑ سورة الأعلى، آية:18-19
- ↑ اسلام أون لاين، "الكتب السماوية"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 16/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة المائدة، آية:44
- ↑ اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي (13/7/2013)، "القرآن وتوراة موسى"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الأعراف، آية:144
- ↑ سورة سورة الأحزاب، آية:69
- ↑ سورة سورة النساء، آية:164
- ↑ سورة سورة القصص، آية:14
- ↑ عبدالله بن محمد المعتاز، أولو العزم من الرسل موسى بن عمران عليه السلام، صفحة 7-11. بتصرّف.