الإيمان بالكتب السماوية

يجب على المسلم الإيمان والتصديق بالكتب السماوية التي أنزلها الله -تعالى- على أنبيائه، إذ إنّ الإيمان بها ركنٌ من أركان الإيمان الذي لا يقوم إلّا بها، قال -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ...)،[١] وقال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ)،[٢] ويجب الإيمان بشكلّ خاصٍّ بالكتب التي ثبت اسمها في النصوص الصحيحة، وهي: القرآن الكريم والإنجيل والتوراة والزبور والصُحف، قال -تعالى-: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ)،[٣] وقال أيضاً: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).[٤][٥]


الكتب السماوية المذكورة في القرآن والسنة

أرسل الله -تعالى- الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأيّدهم بالكتب التي تبيّن شريعة كلّ قومٍ إلّا أنّ عدد تلك الكتب لم يثبت بأيّ نصٍّ، ولذلك وجب على المسلم الإيمان بأنّ الله -سبحانه- أنزل الكثير من الكتب دون تحديدها بعددٍ، والإيمان بخمسةٍ نصّت الأدلة عليها، وهي:[٦]


القرآن الكريم

القرآن الكريم هو: كلام الله -تعالى- باللفظ والمعنى الذي أنزله على رسوله محمداً -عليه الصلاة والسلام- بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام، المنقول بالتواتر، المكتوب في المصاحف، ويتضمّن الإيمان بالقرآن عدّة أمورٍ بيانها آتياً:[٧]

  • الإيمان بعمومه وشمول شريعته وصلاحيتها لكلّ زمانٍ ومكانٍ، قال -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).[٨]
  • الإيمان بأنّه الكتاب الناسخ لجميع الكتب السماوية التي سبقته، أي أنّ دِين الإسلام هو الدِين الخاتم للأديان التي سبقته، قال -سبحانه-: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).[٩]
  • سماحة ويُسر الشريعة التي نصّ عليها القرآن الكريم بخلاف الشرائع الأخرى في الكتب السماوية الأخرى.
  • الإيمان بأنّ القرآن الكريم محفوظٌ من التغيير والتحريف والتبديل بلفظه ومعناه بخلاف غيره من الكتب، قال -تعالى-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ).[١٠]
  • الاعتقاد يقيناً بأنّ القرآن الكريم اشتمل على الكثير من وجوه الإعجاز، فهو المعجزة الباقية الخالدة إلى قيام الساعة.
  • بيان كلّ ما يحتاج إليه الناس في حياتهم من أمور دِينهم ودُنياهم ومعاشهم ومعادهم في القرآن الكريم.
  • تيسير القرآن الكريم للتذكّر والتدبّر، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).[١١]
  • تضمّن القرآن تعاليم الكتب السماوية التي سبقته، قال -تعالى-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ).[١٢]
  • اشتمال القرآن على أخبار الأمم والرسل السابقين والتفصيل فيها بصورةٍ فريدةٍ من نوعها، قال -تعالى-: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ).[١٣]


الإنجيل

وهو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على نبيّه عيسى -عليه السلام-، قال -عزّ وجلّ-: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِين)،[١٤] فقد وصف الله -تعالى- الإنجيل بالهدى والنور والموعظة.[١٥]


التوراة

وهو الكتاب الذي أنزله الله على نبيّه موسى -عليه الصلاة والسلام-، قال -سبحانه-: (قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ*وَكَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَتَفصيلًا لِكُلِّ شَيءٍ فَخُذها بِقُوَّةٍ وَأمُر قَومَكَ يَأخُذوا بِأَحسَنِها سَأُريكُم دارَ الفاسِقينَ).[١٦][١٥]


الزبور

وهو الكتاب الذي أنزله الله -سبحانه- على نبيّه داود -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَآتَينا داوودَ زَبورًا).[١٧][١٥]


الصحف

وقد أنزلها الله على موسى وإبراهيم -عليهما السلام-، قال -تعالى-: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).[٤][١٥]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:285
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:50، صحيح.
  3. سورة آل عمران، آية:3
  4. ^ أ ب سورة الأعلى، آية:18-19
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1122. بتصرّف.
  6. محمد بن عبد العزيز المسند، فتاوى إسلامية، صفحة 41. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 143-148. بتصرّف.
  8. سورة الفرقان، آية:1
  9. سورة آل عمران، آية:85
  10. سورة الحجر، آية:9
  11. سورة القمر، آية:17
  12. سورة المائدة، آية:48
  13. سورة هود، آية:120
  14. سورة المائدة، آية:46
  15. ^ أ ب ت ث الشيخ عادل يوسف العزازي (1/2/2016)، "الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.
  16. سورة الأعراف، آية:144-145
  17. سورة الإسراء، آية:55