عيسى -عليه السلام- أحد أنبياء الله عليهم السلام، ومن أولى العزمِ من الرسل، أرسله الله -سبحانه وتعالى- إلى بني إسرائيل، وعلّمه التوراة وأنزل عليه الإنجيل الذي جاء مُصدّقًا لما في التوراة،[١] وهو آخر أنبياء بني إسرائيل، وذُكر اسمه في القرآنِ الكريمِ بلفظ المسيح وهو لقبه، وبلفظِ عيسى وهو اسمهُ، كما ذُكر بلفظ ابن مريم،[٢] ووصفه القرآن الكريم بأفضل الصفات وأطيبها، ووردت آيات كثير تتحدث عن صفات عيسى عليه السلام.[٣]


صفات عيسى عليه السلام في القرآن الكريم

جاء القرآن الكريم على ذكر صفاتٍ وخصالٍ وألقابٍ لعيسى عليه السلام، وفيما يلي ذكرها:

  • المسيح: قيل إنّ بسبب توصيفه وتلقيبه بذلك؛ سياحته في الأرض؛ أي فراره بدينه من الفتن في ذلك الزمان، بسبب شدة تكذيب اليهود له، وافترائهم عليه وعلى أمّه، وقيل سُمّي المسيح؛ لأنّه كان ممسوح القدمين،[٤] قال تعالى: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ).[٥]
  • بشرية عيسى وعبوديّته لله: أكّد القرآن الكريم على أنّ عيسى -عليه السلام- من البشرِ؛ لدحض المزاعم التي تدّعي ألوهيته أو أنّه ابن الله،[٦] قال تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ)،[٧] وقال تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا).[٨]
  • كلمة الله: وأخبر الله تعالى أنّ الملائكة بشّرت مريم -عليها السلام- بأعظم بشارةٍ هي كلمة الله؛ عبده ورسوله عيسى عليهِ السلامِ، ووصف بكلمة الله؛ لأنّه ولد بكلمةٍ من الله، وكانت ولادته خارجةً عن الأسباب المعتادة،[٣] قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ).[٩]
  • وجيهٌ في الدنيا والآخرة: ووصف القرآن الكريم عيسى بأنّه وجيهٌ في الدنيا والآخرة، ومعنى ذلك الوجاهة العظيمة والمنزلة في الدنيا؛ حيث جعله الله تعالى من أولي العزم من المرسلين، ونشر ذكره في الدنيا، ووجيهًا عند الله في الآخرة، وهو من أقرب الخلق إلى الله تعالى، قال تعالى: (وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).[١٠]


معجزات عيسى عليه السلام

  1. إنّ أوّل معجزات عيسى -عليه السلام- ولادته بدون نطفةٍ سابقةٍ.
  2. وقد أيّده الله تعالى بمعجزاتٍ ظاهرةٍ أخرى ذُكرت في القرآن الكريم، وهي: خلق الطير من الطين، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمة والأبرص بإذن الله، قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ).[١١][١٢]
  3. ومن معجزاته إنزال المائدة من السماء، قال تعالى: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ* قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ* قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ)،[١٣]
  4. كما أنّ الله تعالى أيّد عيسى -عليه السلام- بالقدرة على معرفة أمورٍ غائبةٍ عن حسّه، ولم يشاهدها؛ فقد كان يُخبر أصحابه وتلاميذه بما يأكلون ويدّخرون في بيوتهم، قال تعالى: (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).[١٤][١٢]


المراجع

  1. "هل كان عيسى عليه السلام يهودياً"، الإسلام سؤال وجواب، 3/6/2008، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
  2. وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، صفحة 89. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "مع القرآن- بماذا وصف الإسلام عيسى عليه الصلاة والسلام"، طريق الإسلام، 12/11/2015، اطّلع عليه بتاريخ 3/10/2021. بتصرّف.
  4. إسماعيل بن عمر بن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 461. بتصرّف.
  5. سورة سورة المائدة، آية:75
  6. محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين، صفحة 509. بتصرّف.
  7. سورة سورة النساء، آية:172
  8. سورة سورة مريم، آية:30
  9. سورة سورة أل عمران، آية:45
  10. سورة سورة آل عمران، آية:45
  11. سورة المائدة، آية:110
  12. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 470-472. بتصرّف.
  13. سورة سورة المائدة، آية:112-115
  14. سورة سورة آل عمران، آية:49