عيسى عليه السلام
هو نبيّ الله عيسى بن مريم -عليهما السّلام-، وهو من آل عمران، من نسل داود -عليه السلام-، ولدته أمّه بلا أبٍ معجزةً من الله -تعالى- بشّرها بها، قال -تعالى-: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)،[١] وكان آخر أنبياء الله -تعالى- إلى بني إسرائيل، وهو أحد أُولي العزم من الرسل الذي صبروا وتحمّلوا في سبيل الدعوة.[٢]
شخصية النبي عيسى عليه السلام
اصطفى الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والرسل من بين البشر، فكانوا أكمل وأنبل الناس أخلاقًا، وأجملهم سمتاً، وممّا ورد من صفات عيسى -عليه السلام- ما يأتي:
شدّة تعظيمه لله في قلبه
ضرب عيسى -عليه السّلام- أروع الأمثلة في تعظيم الله -تعالى- في قلبه، حيث صدّق الحالف بالله وكذّب نفسه وألقى اللوم على نفسه، كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَذَّبْتُ عَيْنِي).[٣][٤]
برّه بوالدته
كان عيسى -عليه السّلام- بارَّاً جدَّاً بوالدته، وقد أكّد القرآن الكريم على هذه الصفة العظيمة التي كان رسول الله عيسى يتّصف بها، قال -تعالى-: (وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا).[٥][٦]
الوجاهة في الدنيا والآخرة
كان عيسى -عليه السّلام- ذا وجاهةٍ ومنزلةٍ عاليةٍ ومكانةٍ في الدنيا وفي الآخرة؛ لِمَا بذله في دعوة الناس في سبيل إخراجهم من الظلمات إلى النور، ودعوتهم إلى توحيد الله -سبحانه-، والتحلّي بمكارم الأخلاق وأفضلها، كما أنّه من المقرّبين عند الله -عزّ وجلّ- وهو الذي شهد له بهذه الصفة في قوله: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).[٧][٨]
البركة
كان عيسى-عليه السّلام- تحلُّ معه البركة أينما حلّ، كما في قوله- سبحانه وتعالى-: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا*وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا).[٩][١٠]
البشرى بخاتم الأنبياء والمرسلين
جعل الله -سبحانه- لنبيّه عيسى -عليه السّلام- شرف البشرى بخاتم الأنبياء محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد بشّر عيسى -عليه السّلام- قومه ببعثة النبيّ محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-؛ حيث كان قبل النبيّ محمّد ولم يُرسل الله -تعالى- نبيًّا بين عيسى ومحمّد، قال -سبحانه- على لسان عيسى -عليه السّلام- في سورة الصف: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)،[١١] كما ورد في الحديث الذي ورد عن أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّهم قالوا: (يا رسولَ اللهِ أخْبِرْنا عن نفسِكَ، قال: دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرَى عيسَى، ورأت أُمِّي حينَ حَمَلَتْ بي كأنَّهُ خرجَ منها نورٌ أضاءَتْ لهُ قصورُ بُصرَى مِن أرضِ الشَّامِ).[١٢][١٣]
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية:45
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 466.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3444، صحيح.
- ↑ "آمنت بالله وكذّبت عيني"، إسلام ويب، 24/3/2008، اطّلع عليه بتاريخ 8/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:32
- ↑
- ↑ سورة آل عمران، آية:45
- ↑ الطنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 107-108. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:30-31
- ↑
- ↑ سورة الصف، آية:6
- ↑ رواه ابن كثير، في تفسير القرآن، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:136، إسناده جيد.
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 8. بتصرّف.