ولد نبي الله نوح -عليه السلام- بعد وفاة آدم بمئةٍ وستٍ وعشرين سنةً كما ذكرت بعض الروايات،[١] وبعد أن انحرف الناس عن التوحيد، وشاعت فيهم عبادة أوثانٍ صنعوها على صورة رجالٍ صالحين كانوا منهم؛ فأرسل الله نوحًا -عليه السلام- ليدعوهم إلى توحيد الله تعالى وإخلاص العبودية له،[٢] وآتيًا حديثٌ عن أبناء نوح وذريّته.


أبناء نوح عليه السلام

كان لنوحٍ -عليه السلام- أربعةٌ من الأبناء؛ واحدٌ منهم هلك بالطوفان لكفره، وأمّا الثلاثة الباقون؛ فقد أوردت كتب التاريخ والأنساب أنّ كافة الأمم التي وُجدت على الأرض هي من ذريّة أبناء نوح الثلاثة الذين آمنوا كانوا معه في السفينة ونجاهم الله سبحانه وتعالى من الطوفان، قال الله تعالى فيهم: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)،[٣] وآتيًا تعريفٌ بهم:[٤][٥]

  • كنعان الذي هلك بالطوفان: وهو ابن نوحٍ الذي جاء القرآن الكريم على ذكره، حين عاند أباه ولم يستجب لدعوته بأن يؤمن ويلتحق به وبالمؤمنين في السفينة؛ ظانًّا أنّه سينجو إن التجأ إلى جبلٍ يقيه من الطوفان، كما في قول الله تعالى: (.. وَنادى نوحٌ ابنَهُ وَكانَ في مَعزِلٍ يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ* قالَ سَآوي إِلى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الماءِ قالَ لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّـهِ إِلّا مَن رَحِمَ وَحالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكانَ مِنَ المُغرَقينَ)،[٦]
  • يافث بن نوح: أبو الرّوم، وهو الابن الأكبر لنوحٍ عليه السلام، وكان ممّن آمن ونجا من الطوفان، ومن نسله الترك، ومن جنسهم التتر، والقبجاق، والشركس، والأزكش، والروس، وهم من بني الترك بن كومر بن يافث، وانحدر من نسله الديلم، والصين، والفرنج، واللمان، والصقالبة، والأثبان، واليونان، ويأجوج ومأجوج.
  • سام بن نوح: أبو العرب، وهو الابن الأوسط لنوحٍ عليه السلام، وقد آمن ونجا من الطوفان، ومن نسله العرب باتّفاق النّسابين، والجرامقة، والجيل، والسريان، والعبرانيون، والكرد، والنبط.
  • حام بن نوح: أبو الحبش، وهو الابن الأصغر لنوحٍ عليه السلام، وكان من المؤمنين الناجين من الطوفان، وكان من نسله أهل السند، والحبشة، والنوبة، وزويلة، والقوط، والهند، والكنعانيون، والزنج.

دعوة نوح عليه السلام

ذكر الله تعالى قصة نوحٍ مع قومه ودعوته لهم في مواطن عديدةٍ من القرآن الكريم؛ فقد دعا نوحٌ -عليه السلام- قومه بكلّ قوّته وعزمه ليلًا ونهارًا، وسرًا، وجهرًا، ورغّبهم تارةً ورهّبهم أخرى، إلّا أنّ أكثرهم استكبروا وعاندوا وأصرّوا على عبادة الأصنام، ونصبوا له العداوة، وانتقصوا من قدره وقدر من آمن معه، وتوعدوهم بالرجم والإخراج، ونالوا منهم، وقد مكثَ فيهم يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، ومع ذلك فإنّ القليل منهم من آمن وصدّق بدعوة نوح عليه السلام، فأمره الله بالصبر، ولمّا يئس -عليه السلام- من استجابتهم، ورأى أنه لا خير فيهم، وأنّ أذيتهم له متواصلةٌ؛ دعا الله تعالى عليهم؛ فأمره الله تعالى ببناء السفينة وأن يحمل عليها من آمن معه وزوجين من الحيوانات، واستجاب الله دعوته فأهلك الكافرين بالطوفان، وأنجى نوحًا -عليه السلام- ومن كان معه في السفينة.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 100-110. بتصرّف.
  2. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 59-61. بتصرّف.
  3. سورة سورة الصافات، آية:77
  4. محمد علي الصابوني، النبوة والأنبياء، صفحة 153. بتصرّف.
  5. سامي بن عبدالله المغلوث، أطلس تاريخ الأنبياء والرسل 199، صفحة 85-86. بتصرّف.
  6. سورة هود، آية:42-43