والد سيدنا نوح عليه السلام
تذكر العديد من المصادر التاريخية أنّ والد سيدنا نوح -عليه السلام- يُسمى لامك بن متوشلخ،[١] وقيل لمك،[٢] قيل لامخ؛ كما ورد أنّ اسم زوجته والدة سيدنا نوح -عليه السلام- كانت تُدعى قينوش ابنة بركائل بن محوايل، وقد كان لهما عدّة أبناء سوى سيدنا نوح -عليه السلام- منهم: صالح، وسقطان، ومنان، وترسيس، وصدفا، وغيرهم إلا أنّهم هلكوا جميعاً، وكان العقب لسيدنا نوح -عليه السلام-.[٣]
وقد رزق والد سيدنا نوح -عليه السلام- به عندما كان يبلغ من العمر مائة واثنتين وثمانين سنة؛ وتوفي وقد مضى من عمر نوح -عليه السلام- خمسمائة سنة،[٣] وكان عمره سبعمائة وسبعين سنة،[٤] وتذكر بعض الرّوايات أنّ والد سيدنا نوح -عليه السلام- كان أوّل مَنْ اتّخذ العود، وأوّل من اتّخذ مصانع الماء.[٥]
إيمان والد نوح عليه السلام
بقي الناس من بعد آدم -عليه السلام- على شريعة التّوحيد، إلى أنْ ظهرت عند بعضهم الوثنيّة والشرك؛ فأرسل الله -تعالى- لهم سيدنا نوح -عليه السلام- ليردّهم إلى الصواب؛ قال -تعالى-: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ...)،[٦] وهذه الآية الكريمة تبيّن أنّ الناس اختلفوا؛ فمنهم من ارتدّ عن الدّين القويم فعبدوا الأصنام، وأشركوا في الألوهية، ومنهم من استمسك به، وبقي على الحقّ الذي جاء به آدم -عليه السلام- ومن تبعه من ذريّته.[٧]
وقيل إن والد سيدنا نوح -عليه السلام- ووالدته كانا ممّن تمسّك بالحق، وبقيا على ملّة التوحيد، امتداداً لفعل آبائهم من قبل؛ ودلّل أهل العلم القائلين بذلك بدعاء سيدنا نوح -عليه السلام- لوالديه؛ فقد قال -تعالى- على لسان نبيّه الكريم: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...).[٨][٧]
والأنبياء -عليهم السلام- لا يستغفرون للكافرين المشركين، بدليل قوله -تعالى- في حقّ استغفار الخليل إبراهيم لأبيه -عليه السلام-: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)،[٩] كما أنّ هذه الدعوة كانت بعد الطوفان، الذي لم ينجُ منه إلا المؤمنون.[٧]
نوح عليه السلام أبو البشريّة
أطلق بعض أهل العلم على النبي سيدنا نوح -عليه السلام- لقب أبي البشريّة الثاني؛ لأنّ العقب من بعد آدم -عليه السلام- انحصر به، وبذريته؛ فليس أحدٌ من بني آدم إلّا وهو من أولاد سيدنا نوح -عليه السلام-.[١٠]
إذ قال -تعالى- بعد نجاة نوح -عليه السلام- من الطوفان: (وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ* وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)؛[١١] فقيل إنّ المؤمنين الناجين مع سيدنا نوح -عليه السلام- ماتوا ولم تكن لهم ذريّة، فانحصرت البشريّة بذريّة أبناء نوح -عليه السلام- الثلاثة الناجون من الطوفان؛ وهم سام وحام ويافث.[١٠]
المراجع
- ↑ البلنسي، تفسير مبهمات القرآن، صفحة 653، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سبط ابن العجمي، موفق الدين، كنوز الذهب فى تاريخ حلب، صفحة 78، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب النويري، شهاب الدين، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 287، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 317، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ السهيلي، الروض الأنف، صفحة 39، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:213
- ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 134-136. بتصرّف.
- ↑ سورة نوح، آية:28
- ↑ سورة التوبة، آية:114
- ^ أ ب المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، صفحة 388، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة الصافات، آية:76-77