النبي زكريا هو الذي صام عن الكلام
زكريّا -عليه الصلاة والسلام- هو النبيّ الذي صام عن الكلام، وكان صومه ذاك علامةً أجراها الله -سبحانه- على لسانه وبرهاناً على حَمْل زوجته، وكان يكلّم الناس بالإشارة والرموز، فقد بشّره الله -تعالى- بالولد ثمّ طلب منه زكريّا آيةً فكانت الصوم عن الكلام، قال -سبحانه- على لسانه: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ).[١][٢]
تسلسل أحداث صوم زكريا عليه السلام عن الكلام
سُبق صيام نبيّ الله زكريا - عليه الصلاة والسلام - عن الكلام بالعديد من الأحداث المبيّنة آتياً مع الأدلة الواردة عليها من القرآن الكريم :[٣][٤]
- توجّه نبيّ الله زكريا - عليه السلام - لربّه بالدعاء والمناجاة والشكوى إليه بأنّ العُمر تقدّم فيه وضعُف جسده وشاب شعر رأسه، ثمّ أتبع ذلك بحُسن الظنّ بالله -سبحانه- واليقين باستجابته للدعاء دائماً، فطلب زكريا من ربّه ولداً صالحاً، قال -تعالى-: (ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا*إِذ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا*قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا*وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا*يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا).[٥]
- بشّر الله -تعالى- نبيّه زكريا -عليه السلام- بالولد الصالح، فقد استجاب -سبحانه- دعاء نبيّه ووهب له ولداً وميّزه باسمٍ لم يُطلق على أحدٍ من قبل فسمّاه يحيى، وقد تساءل -عليه السلام- كيف يُرزق بالولد وهو كبيرٌ بالسنّ وامرأته عاقرٌ، فأجابه الله بأنّه لا يُعجزه أي أمرٍ، قال -عزّ وجلّ-: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا*قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا*قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَلَم تَكُ شَيئًا).[٦]
- طلب الله -تعالى- من نبيّه زكريا -عليه السلام- ألّا يكلّم أحداً مدّة ثلاثة أيامٍ بلياليها بلسانه بل يكلّمهم بالإشارة والرموز فقط، فربط الله لسانه عن الكلام باستثناء تسبيحه، قال -سبحانه- على لسان نبيه: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١] وفسّر ابن عباس -رضي الله عنهما- الآية قائلاً: (اعتُقل لسانه من غير مرضٍ، وأنّ لغة المخاطبة مع قومه ستكون بالإشارة، فيستعمل للمخاطبة مع المؤمنين الذين يكلّمونه إشارة الخرس في هذه الأيام الثلاثة ريثما تنقضي، وبعدها تنحلّ عقدة لسانه).
- خرج زكريا -عليه السلام- إلى قومه ولم يستطع التحدّث إليهم، فأشار ورَمَزَ إليهم بأن يسبّحوا الله، وبذلك تحقّقت بِشارة الله بيحيى، قال -تعالى-: (فَخَرَجَ عَلى قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحى إِلَيهِم أَن سَبِّحوا بُكرَةً وَعَشِيًّا).[٧]
المراجع
- ^ أ ب سورة آل عمران، آية:41
- ↑ "مدى مشروعية الصيام عن الكلام"، إسلام ويب، 22/9/2003، اطّلع عليه بتاريخ 11/8/2021. بتصرّف.
- ↑ د. محمد منير الجنباز (26/7/2021)، "زكريا ويحيى عليهم السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/8/2021. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 53-55. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:2-6
- ↑ سورة مريم، آية:7-9
- ↑ سورة مريم، آية:11