أبو النبي موسى عليه السلام
تذكر بعض المصادر والمؤلفات أنّ والد النبي موسى -عليه السلام- هو عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل -عليه السلام-؛[١] وقد تزوّج عمران والد موسى -عليه السلام- نحيب ابنة شمويل -والدة موسى عليه السلام-؛ فأنجب منها هارون وموسى -عليهما السلام-.[٢]وفي الحقيقة لم يُشر القرآن الكريم إلى ذكر والد النبي موسى -عليه السلام- في أيّ موضع من مواضع قصّته -عليه السلام-، مع أنّها ذكرت في سياقات متعددة، مُطولة ومبسوطة في سور كثيرة.[١]
ولعلّ ذلك لأنّ والد موسى -عليه السلام- توفي مبكراً قبل ولادته أو نحو ذلك من الأسباب، وهذا ممّا لا يُستغرب؛ فقد أعرض القرآن الكريم عن ذكر العديد من التفاصيل التي لا يضّر الجهل بها، ولا نفع يرتجى بعلمها، ولا سيما في تفاصيل قصص الأنبياء -عليهم السلام-، وذكر أخبارهم، وزوجاتهم، وآبائهم وأمهاتهم؛ فوالد سيدنا نوح -عليه السلام- مثلاً لم يُذكر في القرآن الكريم، وكذلك الأمر بالنسبة لسيدنا هود، وصالح، وداود، وشعيب -عليهم السلام-؛ فلم يتمّ التعرّض القرآن الكريم لذكر آبائهم أو أمهاتهم.[٣]
الردّ على القول بأخوة موسى ومريم عليهما السلام
أُشكل على بعض الناس فهم قوله -تعالى-: (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)؛[٤] على النحو الصحيح الذي قصده القرآن الكريم، معتبرين أنّ مريم -عليها السلام- هي أخت هارون وموسى؛ مستدلين أيضاً بأنّ والد مريم هو عمران، ووالد موسى وهارون أيضاً يُسمّى عمران؛ ويمكن إزالة هذا اللبس بما يأتي:[٥]
- إنّ والد مريم -عليه السلام- ووالد النبيّين الكريمين هارون وموسى -عليهما السلام-؛ رجلان مختلفان كلٌ منهما يُسمّى عمران.
- إنّ الفترة الزمنية بين موسى -عليه السلام- ومريم تُقدّر بألفٍ وستمئة سنة، فكيف يكون والد كلٍ منهما واحد.
- إنّ القرآن الكريم ذكر رجلين اثنين سُمّيا بهارون؛ فالأول هو هارون النبي أخو موسى -عليهما السلام-، والثاني هارون أخو مريم -عليها السلام-، وقيل هو رجل صالح اشتهر في القوم؛ فنسبوا مريم -عليها السلام- إليه تذكيراً لها بعبادتها، وحُسن خلقها على أن تأتي بطفل من غير أب.[٦]
- إنّ الناس منذ القدم كانوا يُسمّون أبناءهم بأسماء الأنبياء والصالحين السابقين؛ تيمناً وبركةً، لذا تشابهت الأسماء بين هارون النبي، وهارون أخو مريم.
وحاصل ما تقدّم أنّ العمرانين والهارونين مختلفان؛ فعمران والد مريم غير عمران والد موسى -عليهما السلام-، وهارون أخو مريم -أو الذي نُسبت إليه مريم- غير هارون أخي موسى -عليهما السلام-، وبهذا يُردّ على كل المطاعن أو الالتباسات الواقعة في هذا الشأن.
أسماء بعض الأنبياء الذين ذكرت آباؤهم
يمكن القول إنّ غالب الأنبياء -عليهم السلام- الذين ورد ذكر آبائهم في القرآن الكريم كانوا من نسل النبوة؛ فيكون النبي ووالده من أنبياء الله -تعالى-، ومثال ذلك ما يأتي:[٧]
- إسماعيل وإسحاق -عليهما السلام-؛ كانا ابني الخليل إبراهيم -عليه السلام-.
- يعقوب بن إسحاق -عليهما السلام-.
- يوسف بن يعقوب -عليهما السلام-.
- سليمان بن داود -عليهما السلام-.
- يحيى بن زكريا -عليهما السلام-.
ويبقى الوالد الوحيد المذكور في القرآن الكريم الذي لم يكن من الأنبياء، بل كان كافراً مشركاً هو آزر؛ والد النبي إبراهيم -عليه السلام-.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 237، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أبو جعفر ابن جرير الطبري، تاريخ الطبري، صفحة 385، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1653، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:28
- ↑ صلاح الخالدي، القرآن ونقض مطاعن الرهبان، صفحة 70-71، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أبو جعفر ابن جرير الطبري، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 522، جزء 15. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1232. بتصرّف.