معنى الجهاد

بيان تعريف الجهاد في اللغة والاصطلاح الشرعيّ آتياً:[١]

  • الجهاد لغةً: هو بذل الجهد والطاقة.
  • الجهاد اصطلاحاً: هو البذل والسعي لإعلاء كلمة الله -تعالى-، وتمكين دِينه في الأرض، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجهاد لا يعني القتل؛ بل يعني إقامة دِين الله في الأرض، ونشره بمختلف الطرق والوسائل، وتطبيق شرائع الله، وإرشاد العباد إلى عبادته وحده وعدم الإشراك به شيئاً.


من أول من جاهد من الأنبياء؟

إدريس -عليه الصلاة والسلام- أول نبي جاهد في سبيل الله كما ورد ذلك عن عددٍ من العلماء، منهم: العز بن عبدالسلام إذ قال: (هو أول مَن اتخذ السلاح وجاهد في سبيل الله -تعالى- وقتل بني قابيل)، وذكر ابن الأزهر عن وهب بن منبه أنّ إدريس -عليه السلام- أول مَن جاهد في سبيل الله.[٢]


إدريس عليه السلام

ميّز الله -تعالى- نبيّه إدريس -عليه الصلاة والسلام- بعددٍ من الخصائص والميزات، فيما يأتي بيان وتفصيل البعض منها:

  • ذُكر إدريس -عليه السلام- في أكثر من موضعٍ في القرآن الكريم، منها: قول الله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِدريسَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا*وَرَفَعناهُ مَكانًا عَلِيًّا)،[٣] فقد أثنى الله -تعالى- عليه في الآية السابقة بوصفه بالنبوّة والصديقيّة، فقد كان أوّل نبي منحّه -سبحانه- النبوّة بعد آدم -عليه السلام-، وأضاف ابن إسحاق أيضاً أنّ إدريس -عليه السلام- أوّل مَن خطّ بالقلم، فقد استدلّ عددٌ من العلماء أنّ إدريس -عليه الصلاة والسلام- هو المقصود في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فمَن وافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ).[٤][٥]
  • اختلف المفسّرون في تفسير قول الله -تعالى- في نبيّه إدريس -عليه السلام-: (وَرَفَعناهُ مَكانًا عَلِيًّا)،[٣] وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٦]
  • الرفع المعنوي: أي أنّ الله -تعالى- منح إدريس -عليه الصلاة والسلام- مكانةً عاليةً ومنزلةً رفيعةً، والمُراد منزلة النبوّة التي لا تعلوها أي منزلةٍ أخرى، وقال الإمام السعدي في ذلك: (رفع الله ذكره في العالمين، ومنزلته بين المقرّبين، فكان عالي الذِّكر، عالي المنزلة)، وقال الإمام البيضاوي: (شرفَ النبوّة والزُلفى عند الله).
  • الرفع الحقيقي: قال أكثر المفسّرين إنّ المقصود من الآية السابقة الرفع الحقيقي لإدريس -عليه الصلاة والسلام-، أي أنّه رُفع إلى السماء الرابعة، وقد استدلّوا بما ثبت في الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال واصفاً رحلة المعراج إلى السماوات السبع: (ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: أوَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به؛ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إلى إدْرِيسَ، قَالَ: هذا إدْرِيسُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ...).[٧]


المراجع

  1. محمد صالح المنجد (13/6/2004)، "الحكمة من الجهاد"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
  2. "زمان بعثة إدريس عليه السلام وهل ظهر الشرك في عهده"، إسلام ويب، 21/4/2010، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سورة مريم، آية:56-57
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن معاوية بن الحكم السلمي، الصفحة أو الرقم:537، صحيح.
  5. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 71. بتصرّف.
  6. محمد صالح المنجد (13/5/2014)، "هل الرفع المذكور في قوله تعالى عن إدريس ( ورفعناه مكانا عليا) رفع حقيقي أم معنوي ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن صعصعة الأنصاري، الصفحة أو الرقم:3887، صحيح.