آدم عليه السلام أول الأنبياء

آدم -عليه الصلاة والسلام- هو أول الأنبياء، وقد ورد ذكره في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، منها: قول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)،[١] ومن الأحاديث النبوية قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ رَجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، أنبيٌّ كان آدَمُ؟ قال: نَعم، مُعَلَّمٌ مُكَلَّمٌ، قال: كم بينَه وبينَ نوحٍ؟ قال: عَشَرةُ قرونٍ، قال: كم كان بينَ نوحٍ وإبْراهيمَ؟ قال: عَشَرةُ قرونٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، كم كانتِ الرسُلُ؟ قال: ثلاثَ مئةٍ وخَمسَ عَشْرةَ جَمًّا غَفيرًا).[٢][٣]


نبذةٌ عن آدم عليه السلام

خلق آدم من طينٍ

خلق الله -تعالى- آدم -عليه السلام- من طينٍ ثمّ نفخ فيه من روحه، قال -عزّ وجلّ-: (وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي خالِقٌ بَشَرًا مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ*فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ)،[٤] فكان آدم أصل البشر والإنسان.[٥]


السجود لآدم

أمر الله -تعالى- إبليس والملائكة بالسجود لآدم -عليه السلام- سجود تكريمٍ، فسجدوا كلّهم إلّا إبليس الذي فسق عن أمر ربه واستكبر عن السجود لآدم؛ احتجاجاً بأنّه أفضل من آدم -عليه السلام- لأنّه مخلوقٌ من نارٍ بعكس آدم الذي خُلق من طينٍ، فطُرد إبليس من الجنة جزاء فعله، وتوّعد بغواية بني آدم عن طريق الحقّ، فبيّن الله أنّ عباده الصالحين لا سلطان لأحدٍ عليهم، قال -تعالى-: (فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُم أَجمَعونَ*إِلّا إِبليسَ أَبى أَن يَكونَ مَعَ السّاجِدينَ*قالَ يا إِبليسُ ما لَكَ أَلّا تَكونَ مَعَ السّاجِدينَ*قالَ لَم أَكُن لِأَسجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقتَهُ مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ*قالَ فَاخرُج مِنها فَإِنَّكَ رَجيمٌ*وَإِنَّ عَلَيكَ اللَّعنَةَ إِلى يَومِ الدّينِ*قالَ رَبِّ فَأَنظِرني إِلى يَومِ يُبعَثونَ*قالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرينَ*إِلى يَومِ الوَقتِ المَعلومِ*قالَ رَبِّ بِما أَغوَيتَني لَأُزَيِّنَنَّ لَهُم فِي الأَرضِ وَلَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ*إِلّا عِبادَكَ مِنهُمُ المُخلَصينَ*قالَ هـذا صِراطٌ عَلَيَّ مُستَقيمٌ*إِنَّ عِبادي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوينَ*وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعينَ).[٦][٥]


استخلاف آدم على الأرض

أخبر الله -تعالى- ملائكته بأنّه سيجعل آدم خليفةً في الأرض يتصرّف فيها، فتساءلوا عن سبب ذلك وسيكون من بني آدم مفسدين بينما هم أهل الطاعة، فأجابهم الله -تعالى- بأنّه يعلم أسرار وخصائص بني آدم، وسيعلّمه أسماء ما حوله من الأشياء لحاجته إليها، قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ*وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ*قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).[٧][٥][٨]


سكنى آدم وزوجته الجنة وخروجهما منها

أسكن الله -تعالى- آدم وحواء الجنة، وأباح لهما الاستمتاع بكلّ ما فيها إلّا بشجرةٍ حدّدها لهما، إلّا أنّ إبليس استمرّ بالوسوسة لهما ليأكلا منها فأكلا، فعاتبهما الله، ثمّ استغفرا، وأمرهما الله بالخروج من الجنة والاستقرار في الأرض، قال -تعالى-: (وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ*فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما).[٩][٥]


المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:33
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم:1/45، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  3. محمد صالح المنجد (28/9/2017)، "التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
  4. سورة الحجر، آية:28-29
  5. ^ أ ب ت ث وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 145-146. بتصرّف.
  6. سورة الحجر، آية:30-43
  7. سورة البقرة، آية:30-32
  8. د. أحمد الخاني (14/1/2013)، "آدم عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
  9. سورة الأعراف، آية:19-20