ماذا تعرف عن مزامير آل داوود؟
المقصود بمزامير آل داود
يُقصد بالمزمار في اللغة: آلة موسيقية طويلة مصنوعة من المعدن أو الخشب، يكون فيها عدة ثقوب ومفاتيح لوضع الأصابع، تنتهي ببوق كبير، تُحدث صوتاً عند النفخ بها،[١] أمّا بالنسبة لآل داود فالمقصود به النبي داود -عليه السلام-، وإن كان نسب المزامير إلى كلمة "آل"؛ فالمقصود هنا شخص واحد، هو النبي داود -عليه السلام-، وذلك كقوله -تعالى-: (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)،[٢] وقيل لاتباع من بعده ذلك التسبيح والعمل.[٣]
وتجدر الإشارة إلى أنّ النبي داود -عليه السلام- كان مُشتهراً بجمال الصوت وعذوبته عند تلاوة الزبور؛ قال -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْر)،[٤] حيث قال العلماء إنّ داود -عليه السلام- كان يقرأ الزبور في الصحراء، والطيور تظلّه من عذوبة صوته، والجبال تشاركه التسبيح والإنابة لنداوته.[٥]
سبب تسميتها بالمزامير
قيل لصوت داود -عليه السلام- وجمال أدائه أثناء قراءة الزبور مزماراً، تشبيهاً بعذوبة ألحانه، وحلاوة نغمته، والشجون التي تتركها أوتاره، مع التمكن في الأداء والتلاوة، وليس المقصود بذلك الموسيقى أو أدواتها لذاتها، إنّما تشبيهاً بها.[٦]
أبو موسى الأشعري ومزامير آل داود
من الجدير بالذكر في هذا المقام الإشارة إلى وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- لصوت أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه-، فقد كان يقرأ القرآن الكريم ذات ليلة، ومرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- من جانب بيته فسمع صوته، وأُعجب به.[٧]
ولمّا لقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: (يا أبا موسى استمَعْتُ قراءتَكَ اللَّيلةَ، لقد أُوتِيتَ مِزمارًا مِن مَزاميرِ آلِ داودَ)، فردّ عليه أبو موسى -رضي الله عنه-: (يا رسولَ اللهِ لو علِمْتُ مكانَك لَحبَّرْتُ لك تحبيرًا)؛[٨] أيّ لزدت في حسّنه وإتقانه، ورفعت التلاوة به حتى تسمعه؛ حيث كان أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- حسن الصوت، جميل النغمة، حتى إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أتبعه بالنبي داود -عليه السلام-؛ لشدّة إعجابه وثنائه على تلاوته.[٧]
تحسين الصوت عند تلاوة القرآن الكريم
ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب تحسين الصوت وتجميله أثناء تلاوة القرآن الكريم، كما يُستحب الاستماع إليه في مثل ذلك؛ دون أن يكون هذا الصوت مدعاة لمخالفة أصول القراءة أو مدعاة للتغيير في الكلمات القرآنية ومقصودها، استدلالاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (زيِّنوا أصواتَكم بالقرآنِ)،[٩] أمّا إن كان التلحين مفرّطاً فلا يجوز قراءة القرآن على هذا النحو، كما لا يجوز الاستماع إليه.[١٠]
ولقد ورد عدّة أحاديث نبويّة تحثّ على تزيين الصوت عند تلاوة القرآن الكريم، أذكر منها:[١١]
المراجع
- ↑ أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 994، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية:46
- ↑ جمال الدين الملطي، المعتصر من المختصر من مشكل الآثار، صفحة 390، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة سبأ، آية:10
- ↑ عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 28، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ حسن بن علي الفيومي، فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب، صفحة 123، جزء 7. بتصرّف.
- ^ أ ب أبو العباس القرطبي، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، صفحة 423، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:7197، صحيح إسناده على شرط مسلم.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:1468، حسنه ابن حجر.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 298، جزء 31. بتصرّف.
- ↑ [أحمد آل إبراهيم العنقري]، الأربعون القرآنية، صفحة 37. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:792، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7527، صحيح.