كم عاش سيدنا سليمان عليه السلام؟
ذكر بعض المؤرخين في كتبهم ومؤلفاتهم أنّ سيدنا سليمان -عليه السلام- توفي وهو يبلغ من العمر اثنتين وخمسين سنة، وقد كان ذلك في سنة خمسمئة وخمس وسبعين لوفاة موسى -عليه السلام-، كما ذكر هؤلاء المؤرخون جملةً من الأحداث المؤرخة بتواريخ محددة تتعلق بسيدنا سليمان -عليه السلام-، من ذلك:[١]
- ولي سيدنا سليمان ملك أبيه داود -عليهما السلام- وهو يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة؛ وذلك في سنة خمسمئة وخمس وثلاثين لوفاة موسى -عليه السلام-.
- ابتدأ سيدنا سليمان -عليه السلام- بعمارة بيت المقدس في السنة الرابعة من ملكه، وأتمّ البناء في السنة الحادية عشرة من ملكه، وبهذا تكون عمارة بيت المقدس قد استغرقت سبع سنين، ويُقدّر أنّها انتهت في أواخر سنة خمسمئة وست وأربعين لوفاة موسى -عليه السلام-.
- جاءت بلقيس ملكة سبأ إلى سيدنا سليمان -عليه السلام- مع قومها في السنة الخامسة والعشرين من ملكه، وقد حملوا إليه أموالهم وأملاكهم وخيراتهم.
- بلغت سنوات حكم سيدنا سليمان -عليه السلام- أربعين سنة.
ويجدر التنبيه أنّ كل هذه المرويات نوردها على سبيل الذكر المجرّد؛ إذ لم يرد ما يثبتها أو ينفيها أو يُبيّن دقة النقل الوارد فيها، ولكنّ الكثير من أهل العلم من صرّح بأنّ أعمار الأنبياء -عليهم السلام- بدأت بالتناقص والقصر مع مرور الزمان، فقالوا إنّ أطول الأنبياء عمراً كان نبي الله نوح -عليه السلام-، فقد عاش فوق الألف سنة، لذا يُقال له كبير الأنبياء وشيخ المرسلين، ويأتي بعده سيدنا آدم -عليه السلام-، الذي عاش ألف سنة أو أقل على رأي أهل العلم.[٢]
وفاة سيدنا سليمان عليه السلام
جاء في القرآن الكريم ذكر خبر وفاة سيدنا سليمان -عليه السلام-؛ حيث قال المولى -سبحانه- في ذلك: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ).[٣][٤]
وهذه الآية الكريمة تشير إلى أنّ وفاة النبي سليمان -عليه السلام- كانت دون علم الجنّ إلا بعد مضيّ وقت طويل، إذ كان من عادته -عليه السلام- الاعتكاف في بيت المقدس للعبادة في محراب خاص به، ولمّا أدركه الموت في محرابه كان يتكئ على عصاه، وبقي على هيئته هذه، فكلّما نظرت الجنّ والشياطين إليه -عليه السلام- ظنّت أنّه ما زال يتعبّد ويتنسّك، فلمّا أكلت الدودة طرف العصا "المنسأة" سقط جسد سليمان -عليه السلام-.[٤]
وهنا علمت الجنّ بوفاة النبي الكريم، فأقبلوا عليه فغسلوه وطهروه ودفنوه، وقد ظهر من هذه الحادثة أنّ الجنّ لا يعلمون الغيب كما كان يعتقد كثير من الناس في ذلك الوقت، فلو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان -عليه السلام- فور وفاته، وما استمرّوا في عملهم الشاق إلى حين ظهر لهم وفاته بدودة صغيرة أكلت طرف العصا، وكشفت لهم حقيقة ضعفهم ونقصهم.[٤]
المراجع
- ↑ أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، صفحة 25، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين السفيري، شرح البخاري للسفيري المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية، صفحة 83، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة سبأ، آية:14
- ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 439-440. بتصرّف.