زوجة موسى عليه السلام
جاء في الأثر أنّ زوجة موسى -عليه السلام- كانت من أهل مدين؛ واسمها صفورا،[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ الرّوايات قد تعدّدت في نسبها؛ وذلك على النحو الآتي:[٢]
- هي ابنة شعيب -عليه السلام-؛ لأنّ شعيب -عليه السلام- عند القائلين بهذا الرأي قد عاش طويلاً حتى أدرك موسى -عليه السلام-، وهو المشهور عند كثيرين لكنّ بعض العلماء ضعّف إسناد هذه الرواية.
- ابنة رجل صالح من أهل مدين كان سيّد الماء؛ واسمه شعيب لكنّه ليس النبي شعيب -عليه السلام-.
- ابنة رجل مؤمن من قوم شعيب -عليه السلام-.
- ابنة رجل يُدعى يثرون من أهل مدين؛ كان كاهناً كبيراً عالماً، وهذا ما نُقل عن أهل الكتاب.
- ابنة رجل ذو قرابة بالنبي شعيب -عليه السلام-.
مهر زوجة موسى عليه السلام
عند الرجوع إلى آيات سورة القصص، تحديداً إلى آيات قصّة موسى -عليه السلام- مع الرجل الصالح الذي كان من أهل مدين؛ يظهر أنّ المهر الذي طُلب من موسى -عليه السلام- مقابل الزواج من ابنة هذا الرجل هي الخدمة برعي الأغنام، وسقايتها، لمدة ثماني سنوات، فإن أتمّ موسى -عليه السلام- هذه الخدمة إلى عشر سنوات فهذا من حسن عشرته، ومروءته، ولن يرى مقابل ذلك إلا لين الجانب، وحسن المعاملة.[٣]
قال -تعالى-: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)؛[٤] فرأى هذا الرجل من موسى -عليه السلام- الصفات المناسبة التي تليق بأن يكون زوجاً لإحدى بنتيه، وبهذه الآية استدلّ كثير من أهل العلم على جواز عرض الوليّ ابنته على الرجل الكفؤ؛ للزواج منها.[٣]
ذكر زوجة موسى بالقرآن الكريم
ورد ذكر زوجة موسى -عليه السلام- في عدد من المواضع في القرآن الكريم؛ وذلك كما يأتي:
- الحديث عن رعايتها للأغنام مع أختها لكبر سنّ والدها؛ قال -تعالى-: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ).[٥][٦]
- مساعدة موسى -عليه السلام- لها ولأختها في سقاية الأغنام؛ قال -تعالى-: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).[٧][٨]
- الحديث عن حيائها في القدوم على موسى -عليه السلام-؛ قال -تعالى-: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا).[٩][١٠]
- إشارتها على والدها بأمر استئجار موسى -عليه السلام- وقد وصفته بالقويّ الأمين؛ وفي هذا قال -تعالى-: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ).[١١][١٢]
- الحديث عن رفقتها لموسى -عليه السلام- بعد انتهاء المدة المتفق عليها؛ قال -تعالى-: (فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ).[١٣][١٤]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ ابن حجر العسقلاني، التلخيص الحبير أضواء السلف، صفحة 2293، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 47-48، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 108-109، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:27
- ↑ سورة القصص، آية: 23
- ↑ الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 371-372، جزء 17. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:24
- ↑ أبو جعفر ابن جرير الطبري، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 212، جزء 18. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:25
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 226، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:26
- ↑ أبو البركات النسفي، تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل، صفحة 638، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:29
- ↑ محمد عبد اللطيف الخطيب، أوضح التفاسير، صفحة 376، جزء 1. بتصرّف.