نبيّ الله موسى عليه السلام من بني إسرائيل، بعثه الله تعالى إليهم وإلى المصريّين، وهو أحد أولي العزم من الرسل، وقد أرسل الله تعالى معه أخاه هارون عليه السلام،[١] وآتيًا تعريفٌ بهارون أخي النبيّ موسى -عليهما السلام- ودوره في الدعوة.


هارون أخو النبي موسى

تعريفٌ بهارون عليه السلام

هارون هو أخو النبيّ موسى عليهما السّلام، يكبر موسى بثلاث سنواتٍ، وقد ولد هارون -عليه السّلام- في العام الذي كان يدع فرعون فيه قتل الأولاد الذكور؛ إذ إنه كان يقتل الذكور من بني إسرائيل في عامٍ ويستبقيهم في العام الذي يليه، فوافقت ولادة هارون العام الذي يبقيهم، بخلاف ولادة موسى التي كانت في العام الذي يقتل فرعون فيه الذكور.[٢][٣]


صفات هارون عليه السلام

امتاز هارون -عليه السّلام- بسماتٍ وصفاتٍ طيّبةٍ دفعت موسى -عليه السّلام- ليطلب من الله تعالى أن يرسله معه في دعوته إلى فرعون وبني إسرائيل؛ فقد كان هارون -عليه السّلام- ليِّنًا سمحًا محبوبًا لدى بني إسرائيل، وكان فصيح اللسان، قوي البأس، سديد الرأي راشدًا، وشاهد ذلك ما جاء في قول الله تعالى حكايةً عن موسى عليه السّلام: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ* قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ).[٤][٢][٣]


نبوّة هارون عليه السلام

كان هارون نبيًّا كما كان أخوه موسى نبيًّا، قال الله تعالى: (وَوَهَبنا لَهُ مِن رَحمَتِنا أَخاهُ هارونَ نَبِيًّا)؛[٥] وكان هارون مساندًا لموسى -عليهما السّلام- في دعوة فرعون وقومه إلى الإيمان بالله؛ حيث شدّ الله تعالى بهارون أزر موسى كما طلب موسى من الله تعالى في قوله: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي* هارونَ أَخِي* اشدُد بِهِ أَزري* وَأَشرِكهُ في أَمري* كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا* وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٦] وقد عاش هارون في مصر ولم يخرج منها إلّا حين خرج بنو إسرائيل جميعهم من مصر، وقيل إنّه توفّي قبل موسى -عليهما السّلام- بسنتين أو ثلاثةٍ.[٢][٣]


استخلاف موسى لأخيه هارون

استخلف موسى أخاه هارون -عليهما السّلام- في بني إسرائيل حين تركهم وذهب لملاقاة الله تعالى، وعمل هارون -عليه السّلام- على دعوة بني إسرائيل وردّهم إلى الحق بعد أن استغلّوا غياب موسى عليه السّلام، واستجابوا لدعوة السامري الذي صنع لهم عجلًا من ذهبهم الذي ألقوه في النار؛ فعبدوه، فحاول هارون بيان ضلال ما هم عليه ودعاهم إلى العودة إلى توحيد الله وحده، قال الله تعالى على لسان هارون لبني إسرائيل: (وَلَقَد قالَ لَهُم هارونُ مِن قَبلُ يا قَومِ إِنَّما فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحمـنُ فَاتَّبِعوني وَأَطيعوا أَمري).[٧][٨][٢]


عتاب موسى لأخيه هارون

بعد أن عاد موسى إلى أخيه هارون -عليهما السلام- وبني إسرائيل، وقد أنبأه الله تعالى بفتنة بني إسرائيل وعبادتهم للعجل؛ غضب غضبًا شديدًا وقام إلى أخيه هارون -عليه السلام- يؤنّبه ويلومه؛ ظنًّا أنّه قصّر في نهي بني إسرائيل عن هذه الفتنة، فلمّا أخبر هارونُ موسى -عليهما السلام- أنّه نهى بني إسرائيل وحاول منعهم لكنّهم لم يستجيبوا، عذر موسى هارون، وطلب من الله تعالى أن يغفر له ولأخيه ويرحمهما كما جاء في قول الله تعالى: (قالَ رَبِّ اغفِر لي وَلِأَخي وَأَدخِلنا في رَحمَتِكَ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ).[٩][١٠]


المراجع

  1. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 264-267. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 387-390. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 13. بتصرّف.
  4. سورة القصص، آية:34-35
  5. سورة مريم، آية:53
  6. سورة طه، آية:29-34
  7. سورة طه، آية:90
  8. محمد إسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 4. بتصرّف.
  9. سورة الأعراف، آية:151
  10. "عاتب موسى أخاه هارون عليهما السلام لما عبد بنو إسرائيل العجل غضبا لله"، الإسلام سؤال وجواب، 04/06/2014، اطّلع عليه بتاريخ 23/10/2021. بتصرّف.