الفرق بين يحيى وعيسى

بعث الله -تعالى- نبيّه عيسى بعد يحيى -عليهما الصلاة والسلام- ولم تثبت المدّة الزمنية بينهما،[١] وقد ميّز الله -تعالى- كلّاً منهما بصفاتٍ وأمورٍ عن الآخر، فيما يأتي بيانها:[٢][٣]

  • كلّف الله -تعالى- يحيى -عليه السلام- بالعمل بشريعةٍ سابقةٍ وكانت التوراة، أمّا عيسى -عليه السلام- فقد أوحى الله إليه بشريعةٍ جديدةٍ وأمره بتبليغها، وكان يعلم بالتوراة والإنجيل.
  • وُلد يحيى -عليه السلام- من أمٍ وأبٍ، وكان والده زكريا -عليه السلام-، أمّا عيسى -عليه السلام- فوُلد من أمٍ فقط دون أبٍ معجزةً من الله -عزّ وجلّ-.
  • قُتل يحيى -عليه السلام- من قِبل قوم إسرائيل كما ثبت في القرآن الكريم أنّهم قتلوا عدداً من الأنبياء، أمّا عيسى -عليه السلام- فقد رُفع إلى السماء ولم يمت، قال -تعالى-: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا*بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).[٤]
  • أيّد الله -تعالى- نبيّه عيسى -عليه السلام- بعددٍ من المعجزات، منها: كلامه وهو طفلٌ رضيعٌ، وشفاء المرضى، وإحياء الموتى، وإخبار الناس بما يدّخرون من الطعام في بيوتهم، وغيرها من المعجزات، قال -تعالى-: (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)،[٥] أمّا معجزات النبي يحيى فلم يُصرّح بها إلّا أنّ الثابت أنّ الله -تعالى- أيدّه بالعلم والحكمة وهو صبي صغيرٌ.


نبي الله يحيى عليه السلام

رزق الله -تعالى- نبيّه زكريا بيحيى -عليهما السلام- بعد أن بلغ مبلغاً من العُمر هو وامرأته التي كانت عاقر لا تلد أيضاً، فقد تضرّع زكريا إلى ربّه وناجاه وتوسّل إليه بأن يهب له ولداً صالحاً بارّاً بربّه وبوالديه، وليتحمّل عنه أيضاً الدعوة إلى التوحيد والعلم والنبوّة، قال -تعالى-: (إِذ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا*قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا*وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا*يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا)،[٦] فاستجاب له ربّه ووهبه يحيى وجعله نبياً وهو صبي صغيرٌ.[٧]


نبي الله عيسى عليه السلام

ولدت مريم ابنة عمران عيسى -عليه السلام- من غير أبٍ معجزةً من الله، وبشّرها بتشريف مولودها وتأييده بالمعجزات وبأنّه سيكون رسولاً لله -تعالى- إلى بني إسرائيل، ثمّ رفعه الله إليه بعد أن دبّر قوم إسرائيل مكيدةً له لقتله، قال -تعالى-: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا*بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ).[٤][٨]


المراجع

  1. محمد صالح المنجد (28/9/2017)، "التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 29/12/2021. بتصرّف.
  2. محمد بن إبراهيم التويجري (23-2-2001)، "نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2021. بتصرّف.
  3. إسلام ويب (10-8-2011)، "قصة يحيى عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب سورة النساء، آية:157-158
  5. سورة آل عمران، آية:49
  6. سورة مريم، آية:3-6
  7. د. محمد منير الجنباز (26/7/2021)، "زكريا ويحيى عليهم السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/12/2021. بتصرّف.
  8. محمد بن إبراهيم التويجري (23-2-2001)، "نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2021. بتصرّف.