الأنبياء

النبيّ في اللغة: مشتقٌ من النبأ؛ أي الخبر، قال -تعالى-: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ*عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)،[١] وسُميّ النبي نبياً لأنّه مخبرٌ، إذ إنّه يُخبر عن الله -تعالى- ما أوحى إليه، قال -سبحانه-: (قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)،[٢] أمّا النبيّ في الاصطلاح الشرعيّ فهو: مَن أوحى إليه الله -تعالى- بشريعةٍ ما ولم يأمره بتبليغها للناس.[٣]


هل ذو القرنين نبي؟

ذُكر ذو القرنَين في القرآن الكريم في سورة الكهف تحديداً، قال -تعالى-: (وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا)،[٤] وقد وقع خلافٌ في حقيقة ذي القرنَين إن كان نبياً أم لا بالتفصيل الآتي بيانه:[٥]

  • أكثر أهل العلم: قال أكثر أهل العلم إنّ ذا القرنَين لم يكن نبياً بل ملكاً من ملوك الأرض في زمانه، وقد سعى لنشر توحيد الله -تعالى- لكلّ الناس ونبذ الشرك به ودرء عبادة الأصنام من دونه، كما أنّه نصر المظلومين وأيّدهم وبطش الظالمين وبطشهم، وقد وردت عدّة أقوال للعلماء في ذلك يُذكر منها:
  • قال ابن حجر -رحمه الله-: (وقد اختُلِفَ في ذي القرنَين فقِيل كان نبيّاً، وقِيل: كان مَلَكًا من الملائكة، وقيل لم يكن نبيّاً ولا مَلَكاً، وقيل: كان من الملوك وعليه الأكثر).
  • قال مجاهد عن ذي القرنَين: (مَلَك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفرٌ: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين، والكافران: بختنصر ونمرود بن كنعان، لم يملكها غيرهم).
  • قال ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية: (ذكر الله -تعالى- ذا القرنين هذا وأثنى عليه بالعدل، وأنّه بلغ المشارق والمغارب، وملك الأقاليم وقهر أهلها، وسار فيهم بالمعدلة التامة والسلطان المؤيّد المظفّر المنصور القاهر المُقسط، والصحيح: أنّه كان ملكاً من الملوك العادلين).
  • قال ابن عثيمين عن ذي القرنَين: (هو مَلكٌ صالحٌ كان على عهد الخليل إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، ويُقال إنّه طاف معه بالبيت فالله أعلم).
  • بعض أهل العلم: قالوا إنّ ذا القرنَين المذكور في سورة الكهف نبيٌ وليس ملكاً.


قصة ذي القرنين

ذكر القرآن الكريم قصة ذي القرنَين وقد اشتملت على عدّة أحداثٍ بيانها آتياً:[٦]

  • سأل أهل الكتاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن ذي القرنَين فذكر لهم أخباره وأحواله، فقد منحه الله -تعالى- الأسباب ويسّر له العوامل التي ساعدته في تحقيق الخير والبرّ، فأيّده الله بالنفوذ والتمكين في الأرض، حتى كان له جُنداً عظيماً في الأرض تمكّن به من الوصول إلى كلّ الأقطار حتى وصل إلى موضع غروب الشمس ووجد قوماً منهم المؤمنين ومنهم المشركين، ووعد المشركين بالجزاء في الدنيا والآخرة، ووعد المؤمنين بالثواب الحسن.
  • وصل ذو القرنَين إلى قوم يأجوج ومأجوج وقد أدرك ذو القرنَين أقوالهم رغم أنّهم لا يتكلّمون لغته وصعوبة تفكيرهم، وكانوا يريدون بناء سدٍّ إلّا أنّهم لم يستطيعوا، فطلبوا من ذي القرنَين أن يقيمه مقابل أن يدفعوا له أُجرةً، وقد أقامه ذو القرنَين؛ لعِلمه بأنّهم قومٌ مفسدون في الأرض.


المراجع

  1. سورة النبأ، آية:1-2
  2. سورة التحريم، آية:3
  3. عمر سليمان الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 13-14. بتصرّف.
  4. سورة الكهف، آية:83
  5. محمد صالح المنجد (26/12/2010)، "من هو ذو القرنين المذكور في القرآن؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  6. "قصة ذي القرنين كما وردت في سورة الكهف"، إسلام ويب، 17/4/2008، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2021. بتصرّف.