من هو ذو القرنين؟

ذُكر ذو القرنين في آخر سورة الكهف، وجاءت قصة ذي القرنين ردًا على سؤال اليهود لسيدنا محمد عن رجل ملك الأرض، ولم تذكر هوية ذي القرنين في قصته في القرآن الكريم، إلا أنَّ الله سبحانه، وتعالى مكَّن له في الأرض، وأتاه من كل شيء سبب، أي أعطاه الأسباب التي يمكنه من خلالها حكم الأرض ونشر العدل بها، وقد اتبع هذه الأسباب التي أنعم الله عليه فيها.[١]


في تفصيل عن هوية ذي القرنين هناك اختلاف هل هو رجل صالح ملك الأرض م أنه نبي من أنبياء الله، ولم يرد هذا التفصيل لا في القرآن الكريم ولا السنة النبوية الشريفة، ونكتفي في قولنا أنه من العباد الصالحين الذين حكم الأرض، ونشروا فيها دين التوحيد والعدل، والله أعلم.[١]


هل كان ذو القرنين نبيًا؟

كما أسلفنا سابقًا أنه لم يرد في قصة ذي القرنين في سورة الكهف تفصيلاً عن هويته، وإنما ركزت القصة على فعله واستخدامه لنعم الله عليه في نشر الدين والعدل في الأرض ومساعدة المظلومين، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث تخبر عن ذي القرنين ومنها أن رسول الله لا يدري أكان ذا القرنين نبيًا أم لا، (هنا نص الحديث) وهنا لم يثبت رسول الله نبوة ذي القرنين من عدمها، وبالتالي ليس هناك خبر يقين في هذا الأمر.[١][٢]


وفي هذا السياق لا بد من ذكر أن معرفة هوية ذي القرنين، وفيما إذا كان نبيًا أم لا، ليس لها أثر على شرع الله، أي أن العلم في الأمر أو عدم لا يتوجب عليه شريعة، لذلك نكتفي بما أخبرنا الله ورسوله عن ذي القرنين، فإن كان نبيًا من عند الله فهو كذلك إن كان ملكاً صالحًا فهو كذلك، والأهم أن نؤمن ونصدق بما جاء في القرآن والسنة من أنه ملك الأرض، وسعى في نشر الدين والعدل ونصرة المظلومين، والله أعلم.[١][٢]


قصة ذي القرنين في سورة الكهف

ورد في سورة الكهف ثلاثة أحداث من قصة ذي القرنين وتاليًا توضيح لها:

أول الأحداث في قصة ذي القرنين أنه بلغ مغرب الشمس، أي بلغ أقصى نقطة من اليابسة في اتجاه الغرب، ويدل على ذلك أنه وجد الشمس تغب في عين حمئة، والمقصود فيها البحر والله أعلم، ووجد عن في هذه البقعة من الأرض قومًا، فجعل الله -سبحانه وتعالى- أمرهم في يده، وكان له الخيار في تعذيبهم أو معاملتهم بحسن.[٣][٤]


وما كان منهم إلا أن يحكم فيهم بشرع الله، وهو أنه من ظلم أي كفر، ولم يؤمن فسوف يعذبه، ثم يرد إلى ربه، فيعذبه عذابًا أشد، ومن آمن بالله وعمل صالح، ولم يفسد في الأرض، فسوف يجازيه ذو القرنين بالإحسان له.[٣][٤]


والحدث الثاني كان أن بلغ مطلع الشمس، وهو الله أعلم الجانب المقابل من اليابسة لمغرب الشمس، فوجد قومًا لم يجعل لهم الله من دونها سترًا، وهنا يحتمل معنيين، إما أنه يسكنون في العراء، وليس لهم بيوت، أو أنهم في منطقة في الأرض لا تغرب عنها الشمس لمدة طويلة كما هو الحال في شمال الكرة الأرضية، والله أعلم.[٣][٤]


ولم تذكر الآيات الكريمة في هذا الحدث تفصيلاً عن فعل لذي القرنين مع هؤلاء القوم، إلا أنه وصل إليهم، والحدث الثالث، أنه بلغ منطقة في الأرض فيها سدين، ووجد أسفل السدين قومًا لا يكادون يفقهون قولًا، وهذا يحتمل أنهم يتكلمون بلغة مختلفة عن ذي القرنين، أو أنه لا يمتلكون لغة منطوقة والله أعلم، فقالوا لذي القرنين أنهم يعانون من قوم يأجوج ومأجوج الذين يفسدون في الأرض.[٣][٤]


الظاهر من هذه الآيات والله أعلم أن ذا القرنين ليس له قدرة على محاربة قوم يأجوج ومأجوج، لذلك طلب من القوم أن يعينوه حتى يجعل بينهم بين قوم يأجوج ومأجوج سدًا، فبنى ذي القرنين سدًا من الحديد والنحاس حجز وراءه قوم يأجوج ومأجوج، وأخبر القوم أنه هذا رحمة من الله أن له موعداً سيجعله الله دكًا، ويخرج منه يأجوج ومأجوج.[٣][٤]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "من هو ذو القرنين المذكور في القرآن ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الاختلاف في نبوة ذي القرنين"، الإمام بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج "ذو القرنين والخلاف حول هويته"، د. طارق سويدان، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج "قصة ذو القرنين"، هُدى القرآن، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2023. بتصرّف.