اللغة العربية
اللغة العربية من أقدم اللغات التي تحدّث بها البشر، والتي تمتّعت بالعديد من الخصائص بدءاً من تراكيبها وألفاظها وعلومها؛ كالصرف والنحو والبلاغة، ولذلك كان للغة دوراً بارزاً ومهمّاً في مختلف نواحي الحياة، فهي التي حملت رسالة الإسلام وبُلّغت بها الدعوة إلى الناس فكانت أداةً مهمّة في نشر توحيد الله ونبذ الشرك به، وأداةً في تبليغ الدعوة ونقلها عبر الأجيال والأزمان.[١]
من أول من تكلم العربية من الأنبياء؟
اختلف العلماء في أول من تكلّم اللغة العربية وذهبوا في ذلك إلى عدّة أقوالٍ بيان ذلك آتياً:[٢]
- ورد عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ إسماعيل -عليه الصلاة والسلام- أول نبي تكلّم باللغة العربية، فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أوَّلُ مَنْ فُتِقَ لِسَانُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ الْمُبَيَّنَةِ إسماعيلُ ، وَ هُوَ ابنُ أربعَ عشرةَ سنةٍ).[٣]
- ورد عن كعب الأحبار وغيره أنّ آدم -عليه الصلاة والسلام- أوّل مَن وضع الكتاب العربي والسرياني والكتب كلّها، كما أنّه أول من تكلّم باللغات كلّها، وقال كعب الأحبار أيضاً: (أول من تكلّم بالعربية جبريل -عليه السلام-، وهو الذي ألقاها على لسان نوح -عليه السلام-، ثمّ ألقاها نوح على لسان ابنه سام).
- رجّح الإمام القرطبيّ -رحمه الله- أنّ آدم -عليه الصلاة والسلام- أول مَن تكلّم اللغة العربية واللغات كلّها، وقد استدلّ بقول الله -تعالى-: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا).[٤]
أهمية اللغة العربية في الإسلام
تظهر أهمية اللغة العربية في العديد من الأمور التي يُذكر منها أنّها:
- لغة القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية السابقة له، ولغة النبيّ محمدٍ -عليه الصلاة والسلام- خاتم الأنبياء والرسل -عليهم السلام-، ممّا يقتضي هيمنة لغته على اللغات الأخرى، وصلاحيتها لكلّ الناس على حدٍ سواءٍ، قال -تعالى-: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)،[٥] فقد وصف -سبحانه- اللغة العربية بالبيان وهو ما يميّزها، وقال أيضاً: (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)،[٦][٧] وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يُمكن فهم دلالات الآيات القرآنية دون فهم اللغة العربية والتوسّع في علومها.[٨]
- لغة السنة النبوية الثابتة عن النبي محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، والتي لا يُمكن فهمها واستنباط دلالاتها وما نصّت عليه من أحكامٍ دون العلم التام بعلوم اللغة العربية.[٨]
- لغة الدِّين ولغة أمّة الإسلام؛ فممّا يميّز اللغة العربية أنّ الاعتناء بها عتناءٌ بالدِّين، قال عمر بن الخطّاب في ذلك: (تعلَّموا العربيةَ؛ فإنَّها من دينِكم)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فإنَّ نفسَ اللغة العربية من الدِّين، ومعرفتها فرضٌ واجب؛ فإنّ فهم الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يُفهم إلّا بفهمِ اللغة العربية، وما لا يتمُّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ثمّ منها ما هو واجبٌ على الأعيان، ومنها ما هو واجبٌ على الكفاية).[٩]
المراجع
- ↑ الأستاذ الدكتـور فرحـان السـليـم، "اللغة العربية ومكانتها بين اللغات"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
- ↑ ندى فوزي، "تعرف على أول من نطق بـ اللغة العربية"، مجلة اللغة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2581، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:31
- ↑ سورة الشعراء، آية:192-195
- ↑ سورة الزمر، آية:28
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (2008/8/6)، "قصة اللغة العربية"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب د. أحمد البراء الأميري (24/2/2013)، "أهمية اللغة العربية في فهم الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.
- ↑ صادق بن محمد الهادي (19/11/2011)، "أهمية اللغة العربية ومميزاتها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2021. بتصرّف.