اسم النبي يوسف عليه السلام

هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم صلوات ربي وسلامه-؛ فهو نبي من سلالة أنبياء الله -تعالى-، وهو الكريم الذي قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ).[١][٢]


وقيل إنّ اسم يوسف اسم عربي يعني الحزن والأسف؛ وهو اسم يتناسب مع مجريات الأحداث الواقعة في حياة النبي يوسف -عليه السلام-، ولقد ذكر الله -سبحانه- قصة يوسف مفصّلة في القرآن الكريم في سورة يوسف، التي تناولت الحديث عن حياته على نحوٍ متسلسل منفرد.[٣]


نبوة يوسف عليه السلام

أرسل الله -سبحانه- يوسف -عليه السلام- إلى بني إسرائيل بعد النبي يعقوب -عليه السلام-،[٤] ولقد كان يوسف -عليه السلام- على ملّة النبي إبراهيم -عليه السلام-؛ ولم يكون على شريعة جديدة؛ قال -تعالى- على لسان مؤمن آل فرعون: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ).[٥][٦]


محنة يوسف عليه السلام

لقد تعرّض نبي الله يوسف عليه السلام لعدد من المحن والابتلاءات، ابتدأت بإلقاء إخوته له في البئر، ومفارقته لأبيه وبلده، ومن ثم فتنة امرأة العزيز التي عرّضته للسجن، حتى شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ليوسف -عليه السلام- بشدّة الصبر على طول مدّة سجنه، وذلك حين قال: (رَحِمَ اللهُ أخي يُوسُفَ لو أنَا أتانِي الرسولُ بعدَ طُولِ الحَبْسِ لَأسرعتُ الإِجابةَ؛ حِينَ قال: "ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ").[٧][٨]


ولكنّ قصّة امرأة العزيز مع النبي يوسف -عليه السلام- تحديداً أُثير حولها شبهات كثيرة؛ وذلك لقوله -تعالى- فيها: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا)،[٩] لذا وجب التنبيه في هذا المقام إلى عدّة أمور تنفي عن نبي الله يوسف -عليه السلام- ما لا يليق به، وذلك على النحو الآتي:[١٠]

  • مكانة سيدنا يوسف -عليه السلام- في القرآن الكريم والسنة النبوية؛ تضعه في منزلة أجل وأعظم من الوقوع بمثل هذه الأمور.
  • إن سيدنا يوسف -عليه السلام- لم يقع منه الهمّ للوقوع بامرأة العزيز؛ إذ كان ذلك مرتبطاً برؤية البرهان حيث قال -سبحانه-: (لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).[٩]
  • إنّ الأسلوب القرآني في التعبير عمّا كان في ذلك المشهد يتبع قاعدة نحويّة؛ حيث كانت العرب تقول: "أنت ظالم إن فعلت كذا"، فتقرير الظلم يكون بتقرير الفعل المحدد، ولا يعني ذلك تأكيد الظلم، وكذلك في السياق القرآني؛ إذ إنّ جواب لولا في الآية القرآنية محذوف دلّ عليه ما قبله، فيوسف -عليه السلام- كان منعه البرهان من الوقوع في الهمّ.
  • ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأنّ الهمّ كان من خطرات النفس لا أكثر، فيكون تراجع يوسف -عليه السلام- حسنة يُثاب عليها؛ فهو ترك ما كان من امرأة العزيز لله -تعالى-، الذي صرف عنه السوء والفحشاء لصدقه وإخلاصه.
  • أنّ معنى الهمّ قد يكون بقصد الدفع والمنع من وقوع القبيح.
  • كل ما تمّ ذكره في حق يوسف -عليه السلام- هو بخلاف حال امرأة العزيز؛ التي همّت بسبق وتصميم وشهوة، بدلالة شقّ القميص، ومسابقتها للباب، وأمرها بإدخاله السجن، ومن بعد اعترافها بهذا الفعل الشنيع.


تمني يوسف عليه السلام الموت

ردّ أهل العلم في القديم والحديث على هذا القول بأنّ يوسف -عليه السلام- لم يتمنى الموت لذاته، وذلك في قوله -تعالى-: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)؛[١١] وإنّما كان ذلك لأمرين:

  • تمنّي حسن الختام، والوفاة على الإسلام؛ وذلك بعد لمّ شمله بأهله -عليه السلام-، وتمام نعم الله -تعالى- عليه؛ فلم يرغب يوسف -عليه السلام- بعد ذلك إلا بحسن الخاتمة.[١٢]
  • أنّ تمني الموت قد يكون من شريعة يوسف -عليه السلام- عند خشية الفتن، أو خوف ذهاب الدين؛ إذ يُستبعد عن نبي الله -تعالى- أن يتمنى الخروج من الدنيا وانقطاع العمل.[١٣]



مواضيع أخرى:

عصر نبي الله يوسف

كم عدد إخوة النبي يوسف؟

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4688، صحيح.
  2. الثعلبي، تفسير الثعلبي الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 139، جزء 12. بتصرّف.
  3. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 187. بتصرّف.
  4. الطحاوي، شرح مشكل الآثار، صفحة 109، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة غافر، آية:34
  6. ابن تيمية، النبوات، صفحة 718-719، جزء 2. بتصرّف.
  7. رواه الإمام أحمد، في الزهد، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم:3491، صححه الألباني.
  8. ابن الزبير الغرناطي، البرهان فى تناسب سور القرآن، صفحة 230. بتصرّف.
  9. ^ أ ب سورة يوسف، آية:24
  10. مجموعة من المؤلفين، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام، صفحة 508-511، جزء 5. بتصرّف.
  11. سورة يوسف، آية:101
  12. مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 10، جزء 30. بتصرّف.
  13. إسماعيل المقدم، بصائر في الفتن، صفحة 131. بتصرّف.