المعجزة في اللغة من عَجَزَ، والعجز عن الشيء؛ الضعف عنه وعدم القدرة عليه، والمعجزة ما يعجز الإنسان عن القيام به،[١] وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ فالمعجزة هي أمرٌ خارقٌ للعادة، مقترنٌ بالتحدي، سالمٌ من المعارضة، يُحدثه الله تعالى على يد أنبيائه؛ لتكون دلالةً على صدق دعوتهم، وتوضيح ذلك في الآتي:[٢]

  • خرق المعجزة للعادة: أي أنّها تخالف عادات الأشياء المألوفة؛ كعادة النار أنّها تحرق وعادة الثلج أنّه باردٌ.
  • اقتران المعجزة بالتحدي: أيّ أنّ من أغراضها تحدّي من شاهدها وإثارته لمجاراتها والإتيان بمثلها.
  • سلامة العجزة من المعارضة: أي أنّ أحدًا من البشر لا يمكنه الإتيان بهذه المعجزة سوى النبيّ الذي أيّده الله -تعالى- بها، وحتّى غيره من الأنبياء لا يشتركون معه بمثلها.
  • تجري المعجزة على يد الأنبياء فقط بإذن الله.


لماذا أيّد الله الأنبياء بالمعجزات؟

أيّد الله -تعالى- عدداً من أنبيائه بالمعجزات، وكانت الحكمة والغايةُ من هذا التأييد:

  • أن تكون المعجزة دليلاً وبرهاناً على صدق الأنبياء وأنّهم مرسلون من الله -تعالى-.
  • أن تكون المعجزة دافعًا لمن يشهد هذه المعجزات ليؤمن بالله -تعالى- وبما جاء به الأنبياء من الأحكام.
  • أن تكون المعجزة تأكيداً على أنّ الذي جاء بها وجرت على يده نبيٌّ؛ لأنّ المعجزات لا تجري على يد بشرٍ إلّا الأنبياء، وكان في التاريخ من الناس مَن كَذَبَ وادّعى النّبوة كمسيلمة الكذاب، وثبت كذبه بعدم تمكّنه من الإتيان بمعجزةٍ.
  • ومع تفاوت استجابات الناس وتقبّلهم للدعوة؛ كان من الضروريّ تأييد الله -تعالى- لأنبيائه بالمجزات؛ فالناس متفاوتون في عقولهم ونقاء فطرتهم وقلوبهم، منهم من يؤمن ويستجيب دون الحاجة إلى آيةٍ وبرهان، ومنهم من يحتاج إلى البرهان حتى يوقن ويؤمن.[٣][٤]


أقسام المعجزات

تُقسم المعجزات حسب طبيعتها إلى قسمين، هما:[٥]

  • المعجزات الحسيّةُ: ويُقصد بها المعجزات التي تلمس عياناً مشاهدةً بالبصر أو سماعاً؛ كناقة صالح التي خرجت من الصخر، وتحوّل عصا موسى لأفعى، وإحياء الموتى على يد عيسى.
  • المعجزات المعنويّة: وهي المعجزات التي تُعرف بالعقل والبصيرة؛ كمعجزة القرآن الكريم المُنزل على محمدٍ -عليه الصّلاة والسّلام-.


أسماء أخرى للمعجزة

لم ترد لفظة المعجزة في القرآن الكريم، إلّا أنه أشار في مواطن كثيرةٍ إلى أسماءٍ أخرى للمعجزة دالّةٍ عليها، وهي:[٢]

  • الآية: وفي أحيانٍ يرد جمعها "الآيات" ويُقصد بها المعجزة، كما في قول الله -تعالى-: (قالَ إِن كُنتَ جِئتَ بِآيَةٍ فَأتِ بِها إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ)،[٦] وهذه الآية من حوار فرعون وموسى -عليه السّلام- حين طلب فرعون منه أن يأتي بمعجزةٍ تثبت صدقه.
  • البرهان: كما في قول الله -تعالى- عن معجزتي موسى -عليه السّلام- تحوّل عصاه لأفعى وإخراج يده من جيبه بيضاء من غير سوءٍ؛ (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ).[٧]
  • البيّنة: كما في قول الله -تعالى-: (قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً).[٨]
  • السلطان: كما جاء في قوله -تعالى-: (وَما كانَ لَنا أَن نَأتِيَكُم بِسُلطانٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّـهِ وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ).[٩]


المراجع

  1. "تعريف وشرح ومعنى معجزة"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 18-08-2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 257-260. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني (12-09-2010)، "المعجزة وأهميتها"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18-08-2021. بتصرّف.
  4. محمد حسن عبد الغفار، شرح أصول اعتقاد أهل السنة، صفحة 3. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 140. بتصرّف.
  6. سورة الأعراف، آية:106
  7. سورة القصص، آية:32
  8. سورة الأعراف، آية:73
  9. سورة إبراهيم، آية:11