النبي موسى

هو نبيّ الله -تعالى- وكليمه موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السّلام-، من أُولي العزم من الرسل، وأحد أنبياء بني إسرائيل؛ حيث أرسله الله -تعالى- إلى بني إسرائيل بعد حيادتهم عن توحيد الله، وأرسله كذلك إلى أهل مصر، وأمره بدعوة فرعون كما في قوله -تعالى-: (اذهَب إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى)،[١] وقد وردت قصّة موسى -عليه السّلام- مع فرعون وبني إسرائيل في مواطن كثيرةٍ من القرآن الكريم، وجاء القرآن على ذكر ما أيّد الله -تعالى- به موسى من المعجزات،[٢][٣] وفيما يأتي بيانٌ لتلك المعجزات.


كم عدد معجزات النبي موسى؟

أيّد الله -تعالى- نبيّه موسى -عليه السّلام- بتسع معجزاتٍ تؤكّد صدقه وصحّة دعوته أمام فرعون وبني إسرائيل؛ كما جاء في قول الله -تعالى-: (وَلَقَد آتَينا موسى تِسعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَاسأَل بَني إِسرائيلَ إِذ جاءَهُم فَقالَ لَهُ فِرعَونُ إِنّي لَأَظُنُّكَ يا موسى مَسحورًا)،[٤] وهذه المعجزات أو الآيات التسع هي:[٥]

  • العصا: وذلك باستحال عصا موسى -عليه السّلام- إلى حيّةٍ تسعى بإلقائه لها على الأرض وتعود عصا بمجرّد التقاطه لها، كما جاء في قول الله -تعالى-: (فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى*قالَ خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى).[٦]
  • بياض اليد: وذلك بوضع موسى ليده في جيب قميصه؛ فتخرج بيضاء لا يشوبها شيءٌ، كما في قول الله -تعالى-: (وَاضمُم يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ آيَةً أُخرى).[٧]
  • المعجزات السبع الأخرى: ما سلّطه الله -تعالى- على فرعون وآله من آياته ليؤمنوا لموسى -عليه السّلام-، لكنّهم استكبروا، وتتمثّل هذه الآيات السّبعة بإرسال الجدب والقحط، ونقص الثّمار، والطوفان الذي دمّر مزارعهم وبيوتهم، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم الذي يخالط طعامهم وشرابهم، فسألوا موسى -عليه السّلام- أن يرفع الله عنهم هذه الأمور وسيكونوا بعدها مؤمنين، فدعا موسى الله -تعالى- لهم، ورفع الله عنهم ما كان فيهم لكنّهم كذبوا ولم يؤمنوا، كما في قوله -تعالى-: (وَلَمّا وَقَعَ عَلَيهِمُ الرِّجزُ قالوا يا موسَى ادعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفتَ عَنَّا الرِّجزَ لَنُؤمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرسِلَنَّ مَعَكَ بَني إِسرائيلَ* فَلَمّا كَشَفنا عَنهُمُ الرِّجزَ إِلى أَجَلٍ هُم بالِغوهُ إِذا هُم يَنكُثونَ).[٨]


وهذه المعجزات التسع ممّا أيّد الله -تعالى- بها موسى في محاججته لفرعون وقومه، إلّا أنّ الله -تعالى- قد أجرى على يدي موسى معجزاتٍ وآياتٍ أخرى؛ كانفلاق البحر له بمجرّد ضربه بعصاه، وانبثاق اثني عشر عينًاً من الحجر بعد ضرب موسى له، وإنزاله للمنّ والسلوى على بني إسرائيل في صحراء سيناء.[٥]


تعريف المعجزة

المعجزات هي أمورٌ خارقةٌ للعادة، يُجريها الله -تعالى- على يد أنبيائه، لتكون دالّةً على صدقه، يتحدّى الله -تعالى- بها سائر البشر الذين نزلت أمامه المعجزة بالإتيان بمثلها؛ فهي معجزةٌ لعدم قدرة البشر على مجاراتها أو فعل مثلها،[٩] ومن المعجزات ما يكون حسيًّا؛ أي تُشاهد بالبصر أو تُسمع كخروج ناقة صالح -عليه السّلام- من الصخر، ومعجزة العصا لموسى -عليه السّلام-، ومنها ما يكون معنويًّا؛ أي تتلمّسه البصيرة كالقرآن الكريم.[١٠]


المراجع

  1. سورة طه، آية:24
  2. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 237. بتصرّف.
  3. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 264. بتصرّف.
  4. سورة الإسراء، آية:101
  5. ^ أ ب عمر الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 128-129. بتصرّف.
  6. سورة طه، آية:20-21
  7. سورة طه، آية:22
  8. سورة الأعراف، آية:134-135
  9. فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 257-258. بتصرّف.
  10. مجموعةٌ من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 140. بتصرّف.