النبي عيسى عليه السلام

هو نبيّ الله -تعالى- عيسى بن مريم -عليهما السّلام-، ولدته أمّه بلا أبٍ معجزةً من الله -تعالى- بشّر بها مريم؛ كما في قوله -تعالى-: (يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)،[١] وهو من آل عمران ونسل داود -عليه السّلام-، وكان عيسى آخر أنبياء الله -تعالى- إلى بني إسرائيل، جاء ليتمّ دعوة موسى -عليه السّلام- ويدعو بني إسرائيل إليها، وبشّر بقدوم النبيّ محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-؛ حيث كان قبل النبيّ محمّد ولم يُرسل الله -تعالى- نبيًّا بين عيسى ومحمّد، قال الله -تعالى- على لسان عيسى -عليه السّلام-: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)،[٢] وعيسى -عليه السّلام- أحد أولي العزم من الرسل الذي صبروا على الدعوة وكابدوا في سبيل تبليغها.[٣]


كم عدد زوجات النبي عيسى؟

لم يرد في نصوص القرآن الكريم أو السنّة النبويّة الصحيحة ما يدلّ إثباتاً أو نفياً أنّ عيسى -عليه السّلام- قد تزوّج، وينكر النّصارى كذلك ما يرد من أخبارٍ لا تصحّ عن أن عيسى -عليه السّلام- قد تزوّج؛ فالحاصل أنّه لم يرد أو يصح خبرٌ في زواج عيسى -عليه السّلام-، إلّا أنّ الزواج بوجهٍ عامٍّ كان من هدي الأنبياء والرسل -عليهم السّلام- وسنّتهم، وبذلك فلا يُثبت أو يُنسب لعيسى -عليه السّلام- سوى أنّه رسول الله -تعالى- وكلمته التي ألقاها إلى مريم -عليها السّلام-، وروحٌ منه كما جاء في قوله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ).[٤][٥][٦]


معجزات النبي عيسى

أيّد الله -تعالى- نبيّه عيسى -عليه السّلام- بعددٍ من المعجزات؛ لتكون برهاناً على صدقه وصدق دعوته أمام بني إسرائيل، وتالياً ذكرها:[٧]

  • تشكيل الطير من طينٍ ثمّ نفخ الروح فيها بإذن الله، كما في قوله -تعالى-: (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي).[٨]
  • إبراء الأكمه والأبرص بإذن الله -تعالى-؛ إذ كان عيسى -عليه السّلام- يمسح على الأكمه -أي الأعمى منذ ولادته-،[٩] وعلى الأبرص -أي ذي البقع البيضاء في جلده-[١٠] فيشفيهما بإذن الله، كما في قوله -تعالى-: (وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي).[٨]
  • إحياء الموتى بإذن الله -تعالى-؛ حيث كان يمرّ على الأموات يناديهم فيقوموا، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي).[٨]
  • إنزال المائدة من السماء عندما طلب منه الحواريون ذلك، حيث دعا عيسى اللهَ -تعالى- لينزّلها، فجاء في قوله -تعالى-: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّـهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ*قَالَ اللَّـهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ).[١١]
  • كلامه وهو مولودٌ في المهد، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ).[١٢][٣]


المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:45
  2. سورة الصف، آية:6
  3. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 466-470. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية:171
  5. "هل تزوج المسيح عيسى عليه السلام؟"، الإسلام سؤال وجواب، 11/08/2008، اطّلع عليه بتاريخ 25/08/2021. بتصرّف.
  6. "هل تزوج عيسى عليه السلام من مريم المجدلية؟"، إسلام ويب، 29/06/2006، اطّلع عليه بتاريخ 25/08/2021. بتصرّف.
  7. عمر الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 130. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت سورة المائدة، آية:110
  9. "تحليل الْأَكْمَهَ من سورة المائدة آية 110"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 25/08/2021. بتصرّف.
  10. "تعريف وشرح ومعنى الأبرص"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 25/08/2021. بتصرّف.
  11. سورة المائدة، آية:114-115
  12. سورة آل عمران، آية:46