الرسل والأنبياء

الرسول هو مَن أوحى الله -تعالى- بشرعٍ وأمره بتبليغه لقومٍ ما، أمّا النبي فهو مَن اختاره الله -عزّ وجلّ- بالوحي إليه، ويفرّق بينهما من حيث التبليغ؛ فالرسول مأمورٌ بتبليغ ما أُوحي إليه لمَن خالف دِين الله، أمّا النبيّ فيدعو لشريعةٍ سابقةٍ.[١]


صفات الرسل والأنبياء

اتّصف الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- بالعديد من الصفات الحسنة التي تقتضيها وظيفتهم باعتبارهم وسائط بين الله -تعالى- والبشر، والصفات التي اتّصفوا فيها:


البشريّة

الأنبياء والرسل -عليهم السلام- بشرٌ يأكلون ويشربون وينامون ويمرضون ويموتون كغيرهم من البشر، قال -تعالى- مُخاطباً محمداً -عليه الصلاة والسلام-: (وَما أَرسَلنا قَبلَكَ إِلّا رِجالًا نوحي إِلَيهِم).[٢][١]


الصدق

فيستحيل أن يكون النبي أو الرسول كاذباً، إذ إنّه يبلّغ الوحي والرسالة عن الله -تعالى-، ولذلك فقد أيّد -سبحانه- أنبياءه بالمعجزات لتكون دليلاً وبرهاناً على صدقهم، فالأنبياء والرسل كلّهم عُرفوا بصدقهم حتى أنّ محمداً -عليه الصلاة والسلام- عُرف بالصادق الأمين بين قومه رغم عدم تصديقهم برسالته.[٣]


الأمانة

فصفة الأمانة ملازمةً لصفة الصدق، فالصادق أمينٌ أمّا الكاذب لا يكون أميناً، ويستحيل على الله -سبحانه- أنّ يكلّف الخائن لحمل رسالته وتبليغها للناس، فالرسل -عليهم الصلاة والسلام- اجتمعت فيهم صفات الكمال والفضائل الحسنة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمانة تحمل العديد من الدلالات؛ منها: كتمان السر، وأداء حقوق العباد وعدم الاعتداء عليها بأيّ صورةٍ، وتبليغ أوامر الله كما وردت دون زيادةٍ أو نقصانٍ، وتلك الخصائص التي اتّصف بها الأنبياء والرسل -عليهم السلام-، قال -تعالى-: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ).[٤][٣]


الفِطنة

يُراد بالفِطنة أن يكون الرسول فَطِناً ذكياً يعلم ويُدرك ما يدور حوله من الأمور بسرعةٍ، ويتصرّف بحكمةٍ وعقل مُبصرٍ، كما أنّ الفِطنة تقتضي القدرة على إقناع الآخرين وإزالة الشكوك والشُبهات من نفوسهم، وقد وردت فِطنة الأنبياء والرسل -عليهم السلام- في العديد من المواقف، منها: حوار إبراهيم -عليه السلام- مع النمرود الوارد في قول الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).[٥][٣]


العِصمة

العِصمة هي: حفظ الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- من الوقوع في المعاصي ظاهراً وباطناً، ذلك أنّهم قدوةٌ لغيرهم فلا بدّ أن يُعصموا من الوقوع في المعاصي، وتشمّل عصمتهم أيضاً العصمة في تبليغ رسالة الله للعباد، والعصمة من النسيان والخطأ.[٣]


الخيرية

الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- أفضل الخلق عملاً وعبادةً وأخلاقاً، فقد اصطفاهم الله -سبحانه- من بين البشر واختارهم للنبوة والرسالة، ومن الأدلة على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).[٦][٧]


المراجع

  1. ^ أ ب عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 69-70. بتصرّف.
  2. سورة الأنبياء، آية:7
  3. ^ أ ب ت ث وزارة الأوقاف السعودية، الحاجة إلى الرسل، صفحة 20-32. بتصرّف.
  4. سورة العنكبوت، آية:18
  5. سورة البقرة، آية:258
  6. سورة آل عمران، آية:33
  7. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، الفقه الإسلامي/i582&n15&p1 موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 15. بتصرّف.