سمى الله سبحانه وتعالى النبي باسمين في القرآن الكريم وهما محمد وأحمد، إذ وردت هذه الأسماء في الآيات الكريمة (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: آية 144]، (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [الصف: آية 6]


وجاء في ما صح من الأحاديث عدد من الأسماء التي ذكرها رسولنا الكريم عن نفسه، وجميع هذه الأسماء تدل على الصفات الحميدة التي يتصف بها صلى الله عليه وسلم، وخلال هذا المقال سوف نذكر جميع أسماء النبي محمد عليه الصلاة والسلام من الأحاديث الصحيحة مع تبيان معانيها.[١]


أسماء النبي محمد من الأحاديث الصحيحة

فيما ذكر وتوضيح لأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كما وردت في الأحاديث الصحيحة:


حديث جبير بن مطعم

لِي خَمْسَةُ أسْماءٍ: أنا مُحَمَّدٌ، وأَحْمَدُ، وأنا الماحِي الذي يَمْحُو اللَّهُ بي الكُفْرَ، وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ علَى قَدَمِي، وأنا العاقِبُ.[٢]، هذا الحديث خمسة أسماء لرسول الله في ما يلي توضيح لها:[٣]

  • محمد: هو اسم علم لنبي الله، وصفة تحمل معنى أن الموصوف له محامد كثير وعظيمة، وأنه المحمود من الله عز وجل مرة تلو المرة.
  • أحمد: هو اسم علم مأخوذ من صفة أفضل التفضيل، ويحمل معنين وكلاهما يؤخذ به، وهم أن يكون اسم فاعل، أي أنه أحمد الحامدين لله تعالى، كما ورد في الحديث القدسي أنه الله يوم القيامة يفتح عليه بالمقام المحمود محامد لم يفتحها على أحد من قبله، فيحمد الله بها، والمعنى الثاني اسم مفعول أي أنه أحق الناس بالثناء والحمد.
  • الماحي: يقصد بهذا الاسم والله أعلم أنه صلى الله عليه وسلم محى بالإسلام الكفر في مكة والمدينة المكرمة وبلاد العرب وما فتح الله على المسلمين من بلاد، وكذلك يحتمل هذا الاسم معنى أنه محيت سيئات من اتبعه؛ لأن الإسلام يجب ما قبله.
  • الحاشر: فسر معنى هذا الاسم أنه صلى الله عليه وسلم أول من يحشر من الناس، وعلى أثر قدميه يحشر الناس يوم القيامة والله أعلم.
  • العاقب: يدل اسم العاقب لرسول الله عليه الصلاة والسلام، أنه أتى عقب جميع الأنبياء أنه الخاتم لا رسول ولا نبي بعده.


حديث عبد الله بن عمرو

لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرِو بنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، قُلتُ: أخْبِرْنِي عن صِفَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في التَّوْرَاةِ، قالَ: أجَلْ؛ واللَّهِ إنَّه لَمَوْصُوفٌ في التَّوْرَاةِ ببَعْضِ صِفَتِهِ في القُرْآنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45]، وحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أنْتَ عَبْدِي ورَسولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ، ليسَ بفَظٍّ ولَا غَلِيظٍ، ولَا سَخَّابٍ في الأسْوَاقِ، ولَا يَدْفَعُ بالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، ولَكِنْ يَعْفُو ويَغْفِرُ، ولَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حتَّى يُقِيمَ به المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بأَنْ يَقولوا: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويَفْتَحُ بهَا أعْيُنًا عُمْيًا، وآذَانًا صُمًّا، وقُلُوبًا غُلْفًا.[٤]


يبين هذا الحديث العديد من الصفات التي وردت في التوراة، والتي وافقت القرآن الكريم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك ذكر اسم للنبي سماه به الله عز وجل، وتاليًا توضيحه:[٥]

  • المتوكل: يفيد هذا الاسم أنه صلى الله عليه وسلم متوكل على الله في كل شيء، وأنه قانع باليسير من الرزق، ويعتمد على الله في النصر، وكذلك يصبر عند انتظار الفرج، وموقن بتمام وعد الله، والله أعلم.


حديث أبي موسى الأشعري

كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقالَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ.[٦]، ورد في هذا الحديث الصحيح ثلاثة أسماء لم نذكرها لرسول الله وتاليًا توضيحها:[٧]

  • المُقفي: أخذ هذا الاسم من معنى القافية وهي آخر كل شيء، ويعني أن رسول الله جاء على أثر الأنبياء من قبله وجاء بعدهم وآخرهم والله أعلم.
  • نبي التوبة: ويعني أنه كثير التوبة والرجوع إلى الله، وكذلك أن التوبة تقبل من أمته، وذلك بمجرد استغفارهم وهذه خُصت بها أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- عن سائر الأمم التي قبلها.
  • نبي الرحمة: الرحمة تعني الإفاضة بالنعم على المحتاجين، والرسول الكريم هو خير مثال على ذلك، إذ إنه كان بالمؤمنين رؤوف رحيم، قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: آية 107]، ويضاف إلى ذلك شفاعة رسول الله يوم القيامة وهي من أعظم مواقف الرحمة، والله أعلم.


أسماء أخرى للنبي محمد

ما ذكرنا سابقًا ما صح من أسماء ذكرها رسول الله في الأحاديث الصحيحة، ويسمي المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء أخرى مثل المختار، والمصطفى، والشفيع، والمشفع، والصادق، والمصدق، ولكن لم يرد بهذه الأسماء أي حديث يثبتها، وكذلك سماه المسلمون طه ويس، وهذا لا يصح إذ لم يرد حديث ولا أثر عن الصحابة أو التابعين بأنهم سموا رسول الله هذان الاسمان.[١]



المراجع

  1. ^ أ ب "أسماء النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2023. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:3532، صحيح.
  3. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2023. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2125، صحيح.
  5. "شروح الاحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2023. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2355، صحيح.
  7. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2023. بتصرّف.