الشفاعة

الشفاعة في اللغة من شفع، ومعناها الوساطة لقضاء حاجةٍ أو التماس عفوٍ أو تخفيف عقوبةٍ؛[١] ومن ذلك قول النبيّ لأسامة بن زيد -رضي الله عنهما- حين سرقت امرأةٌ من بني مخزوم؛ فطلبت قريش من أسامة أن يتوسّط لها عند النبيّ، فأجابه النبيّ: (أَتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللهِ؟ فَقالَ له أُسَامَةُ: اسْتَغْفِرْ لي يا رَسولَ اللهِ)،[٢] ومعنى الشفاعة في الاصطلاح الشرعيّ لا يبتعد عن معناها اللغويّ؛ فهي التّوسط في جلب الخير للشخص المشفوع له أو دفع ضرٍّ عنه، وتكون الشفاعة يوم القيامة على ثلاثة أنواعٍ:[٣]

  • شفاعةٌ للمؤمنين جميعهم إلّا أنهم متفاوتون في نصيب كلٍّ منهم منها.
  • شفاعةٌ للأنبياء والرّسل -عليهم السّلام- عامّةٌ؛ وتتمثّل في شفاعتهم لأهل الإيمان ليجتازوا الصراط.
  • شفاعةٌ خاصّةٌ بالنبيّ محمّد -عليه الصّلاة السّلام- وهي على أنواعٍ بيانها فيما يأتي.


كم عدد شفاعات النبي يوم القيامة؟

خصّ الله -تعالى- نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- بشفاعةٍ له دون سواه من الخَلق، يمنحها بإذنه -تعالى- لصنوفٍ مختلفةٍ من الناس يوم القيامة، وعددها ثلاث شفاعاتٍ، وهي:[٣]


1- الشفاعة العظمى

تتمثّل في شفاعة النبيّ للناس كلّهم عند الله -تعالى- بأن يفصل بالقضاء، ويريح الناس من موقف الحشر؛ فيسأل النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام - ذلك، ويجيبه الله تعالى بقوله: (قُلْ تُسْمَعْ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ).[٤][٣]


2- شفاعة دخول الجنّة

حيث لا يدخل أهل الجنّة إليها إلّا بعد شفاعة النبيّ لهم بذلك ودخوله قبلهم؛ كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: (آتي بابَ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ فأسْتفْتِحُ، فيَقولُ الخازِنُ: مَن أنْتَ؟ فأقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقولُ: بكَ أُمِرْتُ لا أفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ).[٥][٣]


3- شفاعة النبيّ لعمّه أبي طالب

حيث يشفع النبيّ محمد -عليه الصّلاة والسّلام- لعمّه أبي طالب في تخفيف شدّة عذا بالنار عنه؛ لما كان منه من نُصرةٍ للنبيّ ودفاعٍ عنه في بداية دعوته ولحمايته له من أذى قريش، فقد رُوي أنّ العباس بن عبد المطّلب سأل النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-: (يَا رَسولَ اللَّهِ، هلْ نَفَعْتَ أبَا طَالِبٍ بشَيءٍ؟ فإنَّه كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ، قالَ: نَعَمْ، هو في ضَحْضَاحٍ مِن نَارٍ، لَوْلَا أنَا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ)؛[٦] والضحضاح هو الماء الرقيق على سطح الأرض ولا يكون عميقاً؛ في دلالةٍ على تخفيف الله -تعالى- من عذاب أبي طالب إكراماً لشفاعة النبيّ له.[٣]


المراجع

  1. "تعريف وشرح ومعنى شفاعة"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 23/08/2021. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1688، صحيح.
  3. ^ أ ب ت ث ج خالد المصلح، شرح لمعة الاعتقاد، صفحة 3-6. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:193، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:197، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن العباس بن عبد المطلب، الصفحة أو الرقم:6208، صحيح.