يوسف عليه السّلام

هو نبيّ الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم الصّلاة والسّلام-، وصفه النبيّ محمدّ -عليه الصّلاة والسّلام- بقوله: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ)،[١] فيوسف -عليه السّلام- هو أحد الأبناء الاثني عشر للنبيّ يعقوب -عليه السّلام-، وقد كان يوسف أشرفهم وأجلّهم، ولم يكن بينهم نبيٌّ إلّا يوسف، ووردت قصّته وإخوته في سورةٍ كاملةٍ من القرآن الكريم سمّيت باسمه.[٢]


أين دفن النبيّ يوسف؟

كان يعقوب والد يوسف -عليهما السّلام- أوصى قبل وفاته بأن يُدفن عند أبيه إسحاق؛ فحمله يوسف إلى بلاد الشام ودفنه عند إسحاق، وبمثل ذلك أوصى يوسف بأن يدفن عند آبائه، وقيل إنّ يوسف -عليه السّلام- تاقت نفسه للقاء الله -تعالى- فكان أوّل نبيٍّ سأل الله -تعالى- الموت كما جاء في قوله تعالى: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ)،[٣] فلمّا حضرته الوفاة جمع بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا على قومه، وقيل إنّه توفّي -عليه السّلام- عن مئةِ وعشرين سنةً.[٤]


وأمّا عن مكان دفن يوسف -عليه السّلام- فرُوي أنّه بعد وفاته اختلف أهل مصر على مكان دفنه؛ رغبةً منهم في تحصيل البركة بدفنه قربهم، ثمّ اتّفقوا على أن يجعلوا جثمانه في صندوقٍ ويدفنوه في نهر النيل، ليمر الماء عليه فتحلّ بركته على مصر جميعها، ثمّ أوحى الله -تعالى- إلى نبيّه موسى -عليه السّلام- حين خرج من مصر مع بني إسرائيل أن ينقل قبر يوسف إلى حيث قبر آبائه يعقوب وإسحاق، ولم يكن موسى -عليه السّلام- موضع قبر يوسف، فدلّته عليه عجوزٌ، فأخرجه موسى -عليه السّلام- وحمله معه إلى بيت المقدس، ودفنه عند أبيه يعقوب وجدّيه إسحاق وإبراهيم -عليهم السّلام- في مدينة الخليل وقيل في مدينة نابلس في رواياتٍ أخرى، والثّابت أنّه لا يُعرف موضع قبر نبيٍّ على وجه اليقين سوى قبر النبيّ محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-.[٤]


صفات النبيّ يوسف

خصّ الله -تعالى- يوسف -عليه السّلام- بجملةٍ من الخصال تبدّت في سورة يوسف، منها:[٥]

  • العلم: أكرم الله -تعالى- يوسف بإيتائه العلم، قال -تعالى-: (وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ).[٦]
  • التمكين: فقد مكّن الله -تعالى- ليوسف وأيّده بالقوّة والملك بعد الابتلاءات التي شهدها وصبر عليها، قال -تعالى-: (وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ).[٧]
  • الاعتراف بالفضل لأصحابه: فلم ينس يوسف -عليه السّلام- فضل الله -تعالى- عليه ومنّه؛ بإتائه الملك والعلم وردّ أهله إليه، وتذكّره كذلك لفضل عزيز مصر عليه بإيوائه في بيته عندما حاولت زوجة العزيز إغواءه كما في قول الله -تعالى-: (وَراوَدَتهُ الَّتي هُوَ في بَيتِها عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوابَ وَقالَت هَيتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ).[٨]
  • العفّة والبعد عن الفحشاء: حيث رفض مراودة امرأة العزيز وتفضيله السجن عن الوقوع في الفاحشة.
  • العفو عند القدرة: ومن ذلك أنّه -عليه السّلام- عفا عن إخوته رغم ما كادوه له وفعلوه به، حيث قال لهم: (قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّـهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ).[٩]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4688، صحيح.
  2. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 197-200. بتصرّف.
  3. سورة يوسف، آية:101
  4. ^ أ ب "لماذا دُفن سيدنا يوسف عليه السلام فى قاع النيل؟"، طريق الإسلام، 25/02/2021، اطّلع عليه بتاريخ 22/08/2021. بتصرّف.
  5. عبد الستار المرسومي (23/04/2015)، "يوسف عليه السلام.. النبي القائد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/08/2021. بتصرّف.
  6. سورة يوسف، آية:22
  7. سورة يوسف، آية:21
  8. سورة يوسف، آية:23
  9. سورة يوسف، آية:92